ومع هذا يفر عنهم أي يهرب خشية أن يطالبوه بحق لهم عليه فيؤخذ به. وقوله تعالى ﴿لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْ١هُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْن﴾ أي حال وأمر ﴿ٌ يُغْنِيهِ﴾ عن السؤال عن غيره ولو كان أقرب قريب إليه. هنا ورد أن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها سألت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قائلة يا نبي الله كيف يحشر الرجال؟ قال حفاة عراة، ثم انتظرت ساعة فقالت يانبي الله كيف يحشر النساء؟ قال كذلك حفاة عراة قالت واسوأتاه من يوم القيامة: قال وعن ذلك تسألين إنه قد نزلت علي آية لا يضرك كان عليك ثياب أم لا قالت أي آية هي يانبي الله قال ﴿لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ﴾. وقوله تعالى ﴿وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُسْفِرَ٢ةٌ﴾ أي مضيئة مشرقة ﴿ضَاحِكَةٌ مُسْتَبْشِرَةٌ﴾ وهي وجوه المؤمنين والمؤمنات أهل التقوى وجوههم حسنة مشرقة بالأنوار مستبشرون بالقدوم على ربهم والنزول بجواره الكريم. ﴿وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ﴾ أي تقوم القيامة ويحشر الناس لفصل القضاء ﴿عَلَيْهَا غَبَرَةٌ﴾ أي غبار ﴿تَرْهَقُهَا﴾ أي تغشاها ﴿قَتَرَةٌ﴾. أي ظلمة وسواد ﴿أولئك﴾ أي الذين عليهم الغبرة وتغشاهم القترة ﴿هم الْكَفَرَةُ﴾ في الدنيا ﴿الْفَجَرَةُ﴾ فيها الذين عاشوا على الكفر والفجور وماتوا على ذلك والفجور هو الخروج عن طاعة الله تعالى بترك الواجبات وغشيان المحرمات كالربا والزنا وسفك الدماء.
هداية الآيات:
من هداية الآيات:
١-بيان شدة الهول يوم القيامة يدل على فرار المرء من أقربائه.
٢-خطر التبعات على العبد يوم القيامة وهي الحقوق التي يطالب بها العبد يوم القيامة.
٣-شدة الهول والفزع تنسي المرء يوم القيامة أن ينظر إلى عورة أحد من أهل الموقف.
٤-ثمرة الإيمان والتقوى تظهر في الموقف نورا على الوجه وإشراقا له وإضاءة وثمرة الكفر والفجور تظهر ظلمة وسوادا على الوجه وغبارا.
٥-تقرير عقيدة البعث والجزاء بعرض صورة من صورها.
٢ مسفرة من طول قيام الليل والضرب في سبيل الله يقال أسفر الصبح إذا أضاء وأسفرت المرآة إذا كشفت عن وجهها.