رحلة الشتاء: أي إلى اليمن.
والصيف: أي إلى الشام.
فليعبدوا: أي إن لم يعبدوا الله لسائر نعمه فليعبدوه لتحبيب هاتين الرحلتين إليهم.
رب هذا البيت: أي مالك البيت الحرام ورب كل شيء.
الذي أطعمهم من جوع: أي من أجل البيت الحرام.
وآمنهم من خوف: أي من أجل البيت الحرام.
معنى الآيات:
قوله تعالى ﴿لِإِيلافِ قُرَيْشٍ﴾ ١ هذا الجار والمجرور متعلق بكلام قبله وهو فعلت ما فعلت بأصحاب الفيل لإيلاف قريش رحلتيهم، أو أعجبوا لإيلاف قريش رحلتهم والرحلتان هما رحلة في الشتاء إلى اليمن، ورحلة في الصيف إلى الشام وذلك للاتجار وجلب الأرزاق إلى بلادهم التي ليست هي بذات زرع ولا صناعة فإيلافهم هاتين الرحلتين كان بتدبير الله تعالى ليعيش سكان حرمه وبلده في رغد من العيش فهي نعمة من نعم الله تعالى وعليه ﴿فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ٢﴾ بما هيأ لهم من أسباب ﴿وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ﴾ كذلك ولم يعدلون عن عبادته إلى عبادة الأصنام والأوثان فالله أحق أن يعبدوه إذ هو الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف بما ألقى في قلوب العرب من احترام الحرم وسكانه وتعظيمه وتعظيمهم فتمكنوا من السفر إلى خارج بلادهم والعودة إليها في أمن وطمأنينة قال تعالى جعل الله الكعبة البيت الحرام قياما للناس أي لقريش تقوم مصالحهم عليها لما ألقى في قلوب العرب٣ من تعظيم واحترام أهله.
هداية الآيات:
من هداية الآيات:
١- مظاهر تدبير الله تعالى وحكمته ورحمته فسبحانه من إله حكيم رحيم.
المنعمين إذ النجوم تغيرت
والظاعنين لرحلة الإيلاف
وأما ألفه يألفه إلفاً والافا، فقد فرأ به أبو جعفر لإلف قريش، وقد جمع بين المصدرين الشاعر في قوله:
أزعمتم أن إخوتكم قريش
لهم إلف وليس لكم إلاف
ولام الجر في متعلقها ثلاث احتمالات ذكر في التفسير منها اثنان، والثالث أنها متعلقة بـ فليعبدوا: كأنه قال آلف الله قريشاً إيلافاً فليعبدوا رب هذا البيت، ويقدر شرط محذوف أي إذا كان الأمر كذلك فليعبدوا، ويرجح الأول لمصحف أبي بن كعب، إذ لم يفصل فيه بين السورتين. وكذا قراءة عمر إذ صلى المغرب يوماً فقرأ في الأولى بالتين وفي الثانية بالفيل وقريش ولم يفصل بينهما بالبسملة، ولا مانع منه وهو أوضح.
٢ إنما هي استجابة الله دعوة إبراهيم: رب اجعل هذا البلد آمنا وارزق أهله من الثمرات.
٣ مصداق قوله تعالى: ﴿أَوَلَمْ نُمَكِّنْ لَهُمْ حَرَماً آمِناً يُجْبَى إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْءٍ رِزْقاً مِنْ لَدُنَّا﴾.