عنهم بالكلية، وهو مثل لشدة الحيرة. وَضاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنْفُسُهُمْ من فرط الوحشة والغم، وَظَنُّوا أي:
علموا أَنْ لا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ اي: من سخطه إِلَّا إِلَيْهِ أي: إلا إلى استغفاره والرجوع إليه، ثُمَّ تابَ عَلَيْهِمْ بالتوفيق بالتوبة، لِيَتُوبُوا بإظهارها والدوام عليها، وليعدوا من التوابين، إِنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ لمن تاب، ولو عادوا في اليوم سبعين مرة، الرَّحِيمُ متفضل عليهم بالنعم التي لا تحصى.
الإشارة: قال الورتجبي: التوبة توبتان: توبة العبد، وتوبة الله، توبة العبد: الرجوع من الزلات إلى الطاعات، وتوبة الله: رجوعه إلى العبد بنعت الوصال، وفتح باب المآب، وكشف النقاب عن الاحتجاب، وطلب العتاب.
إذا مَرِضنا أَتَينَاكُم نَعُودكُمُ | وتذنبون فنأتيكم ونعتذُر. |
ثم حضَّ على الصدق، فقال:
[سورة التوبة (٩) : آية ١١٩]
يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ (١١٩)
يقول الحق جلّ جلاله: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ بالمحافظة على ما أمركم به، والانكفاف عما نهاكم عنه، وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ في إيمانهم وأقوالهم وأفعالهم وعهودهم.
(١) الآية ٢٨ من سورة الشورى.
(٢) الآية ١١٠ من سورة يُوسُف.
(٢) الآية ١١٠ من سورة يُوسُف.