ابن أبي طالب - رضي الله عنه - والذي أثر عنه قوله: "العلم خزائن، ومفتاحه السؤال، فاسألوا يرحمكم الله، فإنه يؤجر فيه أربعة: السائل، والمعلم، والمستمع، والمحب لهم"١. وكان هذا الأسلوب شائعاً استعمله عبد الله بن عباس وشجع تلاميذه عليه، وكان يرى فيه أداة تساعد على تمييز التلاميذ ومعرفة مستوياتهم العلمية، كما استعمله الحسن البصري، وابن سيرين، وإبراهيم النخعي، وعكرمة٢. وخلصت آراؤهم إلى أن المعلم إذا لم يتح للمتعلمين أن يسألوه ويسألهم ينقص علمه، ويتوقف نموه، وينتهي بهم جميعاً إلى ركود في التفكير، ومن هنا اهتموا بصياغة السؤال وحسن طرحه وقرروا أن ذلك نصف العلم"٣.
ومن العلماء الذين أكدوا على طريقة السؤال ودعوا إلى رعايتها والاهتمام بها:
١- علي بن محمد الماوردي (٣٦٤-٤٥٠هـ) :
وقد شدّد على استعمال الأسئلة، وتشجيع المتعلم على السؤال، حيث كان يرى أن كثرة السؤال فيما التبس ليست إعناتاً، وأن الأسئلة مفاتيح العلم، وأن الأحاديث النبوية تحضّ المتعلم على السؤال، وأنها جعلت حسن السؤال نصف العلم٤.

١ المرجع السابق: ص: ٨٠ نقلاً عن الخطيب البغدادي: الفقيه والمتفقه ٢/٣٢ تحقيق: إسماعيل الأنصاري، الطبعة الثانية.
٢ نفس المرجع والصفحة: نقلاًعن ابن عبد البر: جامع بيان العلم وفضله: ١/١٣٩-١٤٠، تحقيق: عبد الرحمن محمد عثمان، الطبعة الثانية.
٣ نفس المرجع والصفحة: نقلاً عن: ابن عبد البر: جامع بيان العلم وفضله: ١/١٠٨.
٤ المرجع السابق: نفس الصفحة: نقلاً عن الماوردي: أدب الدنيا والدين: تحقيق: مصطفى السقا: الطبعة الثالثة: ص: ١-٤.


الصفحة التالية
Icon