(ز) - الأسئلة التعجيزية
التي يراد منها إظهار عدم قدرة المعلم على الإحاطة والإلمام بضروب المعرفة، وقد سأل اليهود النبي ﷺ عن أصحاب الكهف للحكم على صدق نبوته في ضوء إجابته ولكن الله أنزل وحيه على نبيه مجيباً إياهم عن أسئلتهم التي سألوها، ومع ذلك فقد ذكر بعض المفسرين أن النبي ﷺ لا يلزمه أن يكون عالماً بجميع القصص والأخبار١ كما أن ذهاب نبي الله موسى إلى الخضر ليتعلم منه يدل على المعنى ذاته٢.
وفي البعد عن هذا النوع من الأسئلة يقول الإمام ابن القيم:
"إذا جلست إلى عالم فسل تفقهاً لا تعنتاً"٣.
(٧) - الاعتذار إلى المعلم عند سؤاله فيما لا يرغب أن يسأل فيه
قال تعالى: ﴿قَالَ إِنْ سَأَلْتُكَ عَنْ شَيْءٍ بَعْدَهَا فَلا تُصَاحِبْنِي قَدْ بَلَغْتَ مِنْ لَدُنِّي عُذْراً﴾ ٤.
فقد يرغب بعض المعلمين في تأجيل الأسئلة إلى آخر الدرس، أو عدم السؤال عن أمور بعينها، أو عدم السؤال فيما لا علاقة له بالدرس، أو نحو ذلك، وينبغي للمتعلم أن يحترم رغبة المعلم في ذلك، وإذا بدر منه خلاف ما وجه إليه المعلم، فعليه أن يسارع بالاعتذار والتعهد بعدم تكرار ذلك، وقد وجه القرآن المتعلمين إلى هذا الأدب الرفيع من خلال قصة موسى والخضر عليهما السلام، فقال تعالى: {قَالَ لا تُؤَاخِذْنِي بِمَا نَسِيتُ وَلا تُرْهِقْنِي مِنْ أَمْرِي

١ فتح القدير: ٣/٢٩٧.
٢ تفسير الرازي: م: ١١، ج: ٢١، ص: ١٤٤.
٣ ابن قيم الجوزية: العلم فضله وشرفه: مرجع سابق؛ ص: ٢٢٩.
٤ سورة الكهف: آية: ٧٦.


الصفحة التالية
Icon