﴿قَالَ لا تُؤَاخِذْنِي بِمَا نَسِيتُ وَلا تُرْهِقْنِي مِنْ أَمْرِي عُسْراً﴾ ١ قال الشيخ السعدي في تفسير هذه الآية: "ينبغي للإنسان أن يأخذ من أخلاق الناس ومعاملاتهم، العفو منها، وما سمحت به أنفسهم، ولا ينبغي له أن يكلفهم ما لا يطيقون، أو يشق عليهم ويرهقهم، فإن هذه مدعاة إلى النفور منه والسآمة بل يأخذ المتيسر له ليتيسر له الأمر"٢. وقال القاضي أبو السعود في معنى عسرا: "أي لا تعسر عليّ متابعتك ويسرها عليّ بالإغضاء وترك المناقشة"٣. وفي المسند أن النبي صلى الله عليه وسلم: "نهى عن الأغلوطات"٤ قال الأوزاعي: "الأغلوطات: شداد المسائل وصعابها".
(٥) - توجيه المتعلمين بعدم التعجل في طرح الأسئلة
فمن حق المعلم - كما بيّن القرآن الكريم - أن يوجه تلاميذه إلى عدم التعجل في طرح أسئلتهم وأن يتريثوا ويصبروا حتى يفرغ مما هو بصدده ثم يسألوا بعد ذلك، قال تعالى: ﴿قَالَ فَإِنِ اتَّبَعْتَنِي فَلا تَسْأَلْنِي عَنْ شَيْءٍ حَتَّى أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْراً﴾ ٥ قال الشيخ السعدي: "من فوائد هذه الآية أن المعلم إذا رأى المصلحة في إيزاعه للمتعلم أن يترك الابتداء في السؤال عن بعض الأشياء حتى يكون المعلم هو الذي يوقفه عليها، فإن المصلحة تتبع، كما إذا كان فهمه

١ سورة الكهف: آية: ٧٣.
٢ عبد الرحمن بن ناصر السعدي: تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان: ٥/٣٤.
٣ تفسير أبي السعود: ٥/٢٣٥.
٤ المسند: ٥/٤٣٥.
٥ سورة الكهف: آية: ٧٠.


الصفحة التالية
Icon