يرد العلم إلى الله، بل قال أنا أعلم، فعتب الله عليه حين لم يرد العلم إليه، وبين له أن هناك من هو أعلم منه وأمره بالسير إليه١. ولذلك ينبغي للمعلم إذا سئل عما لا يعلم أن يرد العلم إلى الله تمسكاً بهذا الأدب الرفيع الذي وجه إليه الإسلام، عن ابن مسعود قال: "إن من علم المرء أن يقول لما لا يعلم الله أعلم"٢ وعن مالك قال: "كان رسول الله ﷺ إمام المسلمين وسيد العالمين يسأل عن الشيء، فلا يجيب حتى يأتيه الوحي"٣ وعن ابن وهب قال: " لو كتبنا عن مالك لا أدري لملأنا الألواح"٤ وقال مالك: " كان ابن عباس يقول: "إذا أخطأ العالم لا أدري أصيبت مقاتله"٥.
(٨) - الحرص على التزود الدائم بالعلم
إن تزود المعلم الدائم والمستمر بالمعلومات والحقائق العلمية يعينه في دروسه وتعليمه، كما يعينه على الإجابة على أسئلة المتعلمين واستفساراتهم، ولذلك أرشد القرآن إلى ضرورة التزود الدائم بالعلم، وأن الإنسان مهما أوتي من العلم يبقى في حاجة ماسة إلى المزيد منه، قال تعالى: ﴿وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْماً﴾ ٦ وقال تعالى: ﴿وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً﴾ ٧.
وفي رحيل موسى إلى الخضر للتعلم منه مع ما هو عليه من علم ومكانة بين الأنبياء خير دليل على ضرورة الطلب الدائم للعلم والاستزادة المستمرة منه،

١ تفسير الطبري: م: ٩، ج: ١٥، ص: ٢٧٦ ٢٧٨.
٢ ابن عبد البر: جامع بيان العلم وفضله: ٢/٥١.
٣ نفس المرجع: ٢/٥١.
٤ نفس المرجع: ٢/٥١.
٥ نفس المرجع: ٢/٥١.
٦ سورة طه: آية: ١١٤.
٧ سورة الإسراء: آية: ٨٥.


الصفحة التالية
Icon