سمعني أبي وأنا أقرأ (بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ) فقال: يا بنى إياك
والحدث، فإني صليت مع رسول الله - ﷺ - كبر، ومع أبي بكر، وعمر، وعثمان، فلم أسمع أحداً منهم يقرؤها.
فإذا قرأت فقل: (الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ).
وقيس بن عباية الحنفى أبو نعامة ثقة عند أهل الحديث إلا أنه لم
يرو هذا الحديث عن ابن عبد الله بن مُغَفَّل سواه فابن عبد الله بن
مُغَفَل مجهول؛ لأن المجهول عندهم من لم يرو عنه إلا رجل واحد.
والمجهول لا تقوم به حجة، وقد ذهب إلى هذا الحديث من أسقطها.
وذهب إليه من أسر بها؛ لأنه قال: لم أسمع، أو ما سمعت أحداً
منهم؟.
واحتجوا أيضاً بماْ رواه أبو الجوزاء، واسمه أوس بن عبد الله، من
رَبَعَة الأزْد، عن عائشة، رضي الله عنها، "أن النبي - ﷺ - كان يفتتح الصلاة بالتكبير والقراءة ب (الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)، ويختمها بالتسليم ".
قال أهل الحديث: هذا حديث مرسل؛ لأن أبا الجوزاء لا يعرف
له سماع من عائشة رضي الله عنها، وأيضاً فإنه لا حجة فيه لمن أسقط
(بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ) ؛ لأن قولها يفتتح الصلاة ب (الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) لم تُردْ به نفي (بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ)، وإنما


الصفحة التالية
Icon