متبعاً، وإعجاب كل ذي رأي برأيه، فعليك نفسك لا يضرك من ضل إذا
اهتديت.
وقال ابن مسعود: لم يجئ تأويل هذا بعد، إن القرآن أنزل حيث
أنزل، فمنه، ومنه، ومنه، ومنه أي فمنه آيات قد مضى تأويلهن قبل أن
ينزلن، ومنه آيات قد وقع تأويلهن على عهد النبي - ﷺ -، ومنه آيات قد وقع تأويلهن بعد النبي - ﷺ - بيسير، ومنه آيات يقع تأويلهن يومٍ الحساب.
فما دامت قلوبكم واحدة، وأهواؤكم واحدة، ولم تلبسوا شيعا، ولم يذق
بعضكم بأس بعض، فاؤمروا بالمعروف وانهوا عن المنكر، فإذا اختلفت
الأقوال، والأهواء، ولبستم شيعاً، وذاق بعضكم بأس بعض، فأمرؤ
حجيج نفسه عند ذلك جاء تأويل هذه الآية، فهي على هذا
محكمة.
العاشر قوله عز وجل: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا شَهَادَةُ بَيْنِكُمْ)
قال قوم: أجاز في هذه الآية شهادة غير أهل الملة بقوله عز وجل:
(وَأَشْهِدُوا ذَوَيْ عَدْلٍ مِنْكُمْ)
والجمهور على أنها محكمة.
قال الحسن، وعكرمة: من غيركم: أي من غير قبيلتكم: أي
من سائر المسلمين، ويروى ذلك عن الشافعى - رضي الله عنه -
ومالك، ويدل على ذلك قوله عز وجل: (تَحْبِسُونَهُمَا مِنْ بَعْدِ الصَّلَاةِ)
وذا لا يقال لغير المسلمين.