وروى عنه القراءة ثمانية وأربعون من الأئمة والعلماء، وكان
مجلس عاصم، وحلقته في مسجد الكوفة، وكانوا يقولون: قراءة عاصم
قُبَاطِي القراءة، وكان أبو بكر بن عياش، رحمه الله، من العلماء
بقراءة عاصم واختلف في اسمه فقيل: اسمه أبو بكر.
قال يزيد بن مهران: سألت أبا بكر بن عيَّاش ما اسمك؟
فقال: يوم وضعتني أمي سمتني أبا بكر.
وقيل: اسمه سالم، وقيل: شعبة، وقيل: مطرف، قال
ذلك الهيثم بن عدي، قال: اسم أبي بكر مطرف بن عيَّاش النهشلي.
وممن اشتهرت عنه قراءة عاصم أيضاً حفص، ويكنى أبا عمر.
وهو ابن أبي داود سليمان البزاز، وإنما كان يدعى حفصياً، فغير إلى
حفص.
قال حفص: اشتكيت، فجاءني علقمة بن مرثد، وقيس بن مسلم.
وذكر أصحابه، يسألون عن حفص، فلم يُعرف، فقال بعض أهل
الحي: لو كان هؤلاء عُواد عبد الملك بن عمير كان كثيراً.
قال وكيع: وكان ثقة، يعني حفصاً.
فهذان الإمامان اشتهرت عنهما قراءة عاصم: فأمَّا ما روي عن ابن مجاهد أنه بلغه عن يحيَى بن معين أنه قال: الرواية الصحيحة التي رويت من قراءة عاصم رواية أبي عمر حفص بن سليمان، فما أظن هذا صحيحاً عن يحيَى بن معين، وكيف يقول هذا؟ وأبو بكر بن عيَّاش إمام كبير، وهو ثقة عند يحيى
وغيره، فيما يقول، وينقل.


الصفحة التالية
Icon