ولا يحمل هذا الكلام من أبي عمرو على أنه أراد أن العرب لا
تحسن الإظهار ألبتة، وإنما أراد أنها لا تحسنه في مثل (مدَّكر)، ونحو
الراء من (الرحمن)، والراء من (الرحيم)، وإذا كان الإدغام في كلامها
واجباً فكيف يعاب الإدغام إذا كان جائزاً؟
والإدغام، والإظهار فيما يجوز إظهاره لغتان نزل بهما القرآن.
* * *
غرائب الإدغام
روى ابن جبير، عن اليزيدي (الْمَوْتِ تَحْبِسُونَهُمَا)
٥: ١٠٦، ، و (الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا) بإظهار التاء في
ذلك، وقد نسِبَ ابن جبير في ذلك إلى الغلط على اليزيدي.
وكان ابن مجاهد يكره إدغام الواو من نحو: (هُوَ وَمَنْ " و (هوَ
وَالمَلاَئِكةِ)، وذلك رأي منه في ظاهر الأمر.
وقد روى ابن سعدان، وابن جبير عن اليزيدي إدغام ذلك عن أي
عمرو، وكذلك روى محمد بن عمر بن رومي، عن اليزيدي عن
أبي عمرو، وكذلك روى محمد بن عمر أنه قرأ: (هُوَ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ)
مدغمة.
وحكى القاسم بن عبد الوارث، عن أبي عمر، عن اليزيدي (مِنْ أَنْصَارٍ (١٩٢) رَبَّنَا).
بالإدغام، وذلك