قال: وحدثنا محمد بن علي، حدثنا محمد بن القاسم، حدثنا
بشر بن موسى، حدثنا محمد بن مقاتل، أخبرنا عمار بن عبد الملك.
أخبرني محمد بن عبد العزيز، حدثنا أبو الزناد عن خارجة بن زيد عن
زيد بن ثابت أن رسول الله - ﷺ - قال:
"نزل القرآن بالتفخيم".
قال محمد بن مقاتل: سمعت عماراً يقول: "عُذُراً أو نُذُراً"
قال أبو عمرو: ومما يبين صحة هذا ما رواه أبو عبيد أيضاً
في كتابه عن معمر بن المثنى عن العرب كما حدثنا ابن خاقان، قال: حدثنا أحمد، قال: حدثنا علي، قال: حدثنا أبو عبيد، قال: قال لي أبو عبيدة: أهل الحجاز يفخمون الكلام كلّه إلا حرفاً واحداً (عَشْرة) فإنهم يجزمونه، قال: وأهل نجد يتركون التفخيم في الكلام إلا هذا الحرف، فإنهم يقولون:
عَشِرة، بالكسر.
قال أبو عمرو: فما فسره ابن عباس، ونقله الخبر، وما رواه أبو
عبيد دال على خلاف ما حكاه من أن معنى التفخيم إشباع الفتح.
قال أبو عمرو: وأخبرنا الخاقاني أنّ محمد بن عبد الله حَدثهم قال: أخبرنا أبو القاسم الرازي قال: حدثني عمى أبو زرعة قال حدثنا أبو بكر بن أبي
شيبة قال: حدثنا وكيع قال: حدثنا الأعمش، عن إبراهيم قال: كانوا
يرون أن الألف والياء في القراءة سواء، يعني بالألف والياء التفخيم
والإمالة.
فدل ذلك دلالة - قاطعة على تساوي اللغتين، وأنهما عند كل
الصحابة، رضوان الله عليهم، في الفشوّ، والاستعمال سواء.


الصفحة التالية
Icon