من الصحابة الذين أخذوا القراءة عن رسول الله - ﷺ -، ولا أحد ممن أخذ عنهم.
ولو كانت القراءة بالقياس لكان ذلك، وإنما القراءة بالأثر
المنقول.
قال أبو عمرو: وأمَا قوله في (على والى ولدى).
إن من أمال من أجل الخط لزمه أن يميلهن لرسمهن بالياء.
فلا يلزم أيضاً؛ لأن من خالفه يقول: لم تكتب ألفاتهن ياءات
للدلالة على أن ذلك أصلهن، ولا على أن الإمالة جائزة فيهن
كما كتبن فيما عداهن من أجل ذلك، بل
انما كتبوهن كذلك خشية الالتباس بما قد يشركهن في السورة، فكتبوا
(على) التي تخفض، وهي حرف، بالياء للفرق بذلك بينها وبين (علا)
التي هي فعل نحو قوله عز وجل: (عَلاَ فِي الأرْضِ) (وَلَعَلَا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ) وشبهه. وكتبوا (إلى) بالياء للفرق بينها، وبين إلَّا المشددة اللام، وقد
قرئ (إِلَّا أَنْ تَقَطَّعَ قُلُوبُهُمْ) و (إلى أن تُقَطَّعَ).
والفرق بينهما في السورة الياء والألف.
وكتبوا (لدى) بالياء للفرق بينها وبين اسم
الإشارة الذي دخلت عليه لام التوكيد إذا قيل: "لدا زيد"، على أنه
قد كتب في المصاحف (لدا الباب)، في يوسف بالألف
و (لدى الحناجر) في المؤمن بالياء.
وحكى أبو عبيد أنه رأى "حتى" في بعض المصاحف بالألف.
قال أبو عمرو: وقد رأيناها نحن في بعضها كذلك.
قال: والعرب لم تكن أهل شكل ونقط،