اجتنب اللحن الجلي، والخفي فقد جود القراءة، وقد قيل للحن غَمَز
كغمَرِ اللحْم.
فأمَّا اللحن الجلي فهو تغيير الإعراب.
والخفي هو ألَّا يوفي الحرف حقه، وأن يقصر في صفته التي
هي لَه، أو يزيد على ذلك كالإفراط في التمطيط، والتعسف في
التفكيك، والإسراف في إشباع الحركات، وفي التشديد.
وأما ما ينسب إلى حمزة، رحمه الله، من قراءته، وتسميتهم إياها تحقيقاً، فذلك تجوز ممن قاله، فإن التحقيق هو إعطاء الحرف حقه مع الإسراع، أو
التمكث.
ألا ترى إلى قول الخاقاني:
فَذُو الحِذق معْطٍ للحروف حًقُوقَها... إذَا رَتَّلَ القرآنَ أوْ كَانَ ذَا حَدْرِ
وقال ابن مجاهد، وقد سئل عن وقف حمزة على الساكن قبل
الهمزة، والإفراط في المد: كان يأخذ بذلك المتعلم، ومراده أن يصل
المتعلم إلى ما نحن عليه من إعطاء الحروف حقها.
وجاء رجل إلى نافع فقال: خذ على الحَدر، فقال نافع: ما الحدر؟
ما أعرفها، أسمعنا قال: فقرأ الرجل، فقال نافع: حَدْرنا ألا
نسقط الإعراب، ولا نشدد مخففاً، ولا نخفف مشددا، ولا نقصر