شيئان حرف وحركة، فإخفاء الحرف نقصان صوته، وإخفاء الحركة
نقصان تمطيطها.
وأما المشم من الحروف في حال الوصل، أو الوقف فحقه أن يخلص سكون الحرف، ثم يومي بالعضو، وهما الشفتان إلى حركته ليدل بذلك عليها من غير صوت خارج إلى الحرف.
وإنما هو تهيئة العضو لا غير يعني بالتهيئة أنه يراه المهيأ له، ولا يعرف
ذلك الأعمى، لأنه برؤية العين، ويختص به من الحركات الرفع والضم
لا غير، لأنهما من الواو، والواو تخرج من بين الشفتين، وبهما
نعالج.
وأما الإشمام في نحو: (قيل) على مذهب من أشم أوله الضم
دلالة على الأصل، فحقه أن ينحى بكسرة فاء الفعل المنقولة من عينه
نحو الضمة كما ينحي بالفتحة في قوله عز وجل: (من النار)
و (من نهار) ونحوه إذا أريد الإمالة المحضة نحو الكسرة، فكذلك ينحى
بالكسرة إذا أريد الإشمام نحو الضمة، لأن ذلك كالممال سواء.
وهذا الذي لا يجوز غيره عند العلماء من القراء والنحويين.
وأمَّا المهموز فحقه أن تخرج همزته مع النفس إخراجاً سهلًا بغير
شدة، ولا كلفه، ولا عنف، ولا صعوبة، وذلك لا يتحصل للقراء إلا
بالرياضة الشديدة، والدرس المشبع، والهمزة إذا سفلت بين بين أشير
إليها بالصدر إنْ كانت مفتوحة، وإن كانت مكسورة جعلت كالياء
المختلسة الكسرة، وإن كانت مضمومة جعلت كالواو المختلسة الضمة


الصفحة التالية
Icon