قال ابن مخلد: كان القراء يكرهون تغليظ اللامات في القرآن
قلت: وقد وقع الإجماع منهم على تغليظ اللام من اسم الله عز
وجل إذا لم يكن قبلها كسرة، وعلى ترقيقها مع الكسرة نحو: (لِله)
وترقيقها في هذا طلباً للمشاكلة، وتفخيمها في غيره من خصائص هذا
الاسم الشريف تعظيماً له.
فأمَّا الإمالة قبله نحو: (فسيرى الله) و (حتى نرى اللَّه)، فكان بعض الشيوخ يرقق اللام من أجل الإمالة.
منهم أبو الحسن عبد الباقي بن فارس، وكان بعضهم يغلظها، منهم أبو
العباس أحمد بن نفيس، وهو الصواب؛ لأن الإمالة ليست كالكسرة
فيرقق لها اللام.
والراء إن كانت ساكنة، وقبلها كسرة رققت لمشاكلة اللفظ، وإن
لم يكن قبلها كسرة فخمت، وأظهر تفخيمها، وجهرها، وسواء وقع
بعدها كسرة نحو: (مَرْجِعُهُمْ) أو ياء غير ساكنة نحو: (مَرْيَمُ)
و (قَرْيَة) أو لم يقع.
ورقق قوم الراء في نحو قوله عز وجل: (بَيْنَ المَرْءِ) لمكان كسرة الهمزة والجلة على التفخيم، وكذلك رققها آخرون في: (قرية) و (مريم) و (من قريتكم).