لغيره، والعناية بتبيينه، وايضاخه. وفي النون الساكنة والتنوين جانب
كبيرا من التجويد من الإظهار، والإدغام بغنَة، وبغير غنة، والإخفاء
والقلب. وقد ذكرت ذلك في شرح القراءات مبيناً. ومنهم من
يخفيها عند الغين والخاء، والعمل إنّما هوعلى الإظهار، ومن أجاز الإخفاء
فلقربهما من حروف الفم التي يخفيان عندها. ومن أظهر أجرى
الغين والخاء مجرى باقي حروف الحلق، ولا يصح أن يجتمعا مع الألف
من أجل السكون، ولا تكون النون الساكنة في كلمة واحدة مع الراء
واللام، لأنها (") تقارب هذين الحرفين جداً في المخرج، وتخالفهما
في الصفة، وهي الغنة، فيثقل الجمع بينهما، وبينها.
وهذه عمدة المفيد وعدة المجيد في معرفة التجويد:
يا مَنْ يَرُوْمُ تِلاَوَةَ القرآنِ... وَيرُوْدُ شَأوَ أئمةِ الإتقانِ
لا تحسب التجويدَ مدًّا مُفْرِطاً... أومدّ ما لا مدَّ فيه لوانِ
أو أن تشددَ بعد مد همزةً... أو أن تلوكَ الحرفَ كالسكرانِ
أوأن تَفُوهَ بهمزة مُتَهَوعاً... فَيَفِرُّ سامعها من الغَثَيان
للحرف ميزان فلا تكُ طاغياً... فيه ولا تكُ مُخْسِرَ الميزانِ
فإذا همزتَ فَجِئْ به مُتَلَطفاً... مِنْ غَيْرِ مَا بُهْرٍ وَغَيْرِ تَوَانِ
وامددْ حروفَ المد عند مسكنٍ... أوهمزة حسناً أخا إحسان
والمذ من قبل المسكن دون ما... قد مد للهمزاتِ باستيقانِ
والهاء تخفى فاحل في إظهارها... في نحو من هادٍ وفي بهتانِ


الصفحة التالية
Icon