تماثل (مَنْ تَوَلى وكَفَرَ)
إلَّا أن من الفواصل ما لا يحسن الوقف
عليه كقوله عز وجل: (فَوَيْلٌ لِلْمُصَليْنَ)
لأن المراد: فويل للساهين عن صلاتهم، المرائين فيها، فلا يتم هذا المعنى
إلا بالوصل، وليس الوقف على قوله (والضحى)
كالوقف على ما جاء في الحديث، فاعلم هذا.
وعن أبي عمرو بن العلاء، رحمه الله، الوقف على نحو قوله عز
وجل: (يُؤْمِنُونَ بِالْغَيبِ) ويبتدئ (وَيُقِيْمُونَ الصلَاةَ)
لأن الثاني منفصل من الأول؛ لأن إقامة الصلاة معنى غير الإيمان
بالغيب، وكذلك كل ما كان مثله.
وقد اختار العلماء وأئمة القراء تبيين معاني كلام الله عز وجل.
وتكميل معانيه، وجعلوا الوقف منبهاً على المعنى، ومفصلاً بعضه
من بعض، وبذلك تلذ التلاوة، ويحصل الفهم والدراية، ويتضح منهاج
الهداية.
فلا يقفون على مبتدأ دون خبره، ولا على موصوف دون
صفته إلَّا أن يكون الكلام في الوقف على الموصوف مستقلاً مفيداً
مفهوماً، فيجيزون الوقف عليه، ولا يجيزون الابتداء بما بعده، ويسمونه
الوقف الحسن، وسيأتي بيان ذلك إن شاء الله.
ولا على المبدل منه دون البدل إلَّا كقوله عز وجل:
(اهدنا الصراط المستقيم)
فإنه يوقف عليه، ويبتدأ بما بعده كما تقدم في الصفة.
ولا على الشرط دون جزائه كقوله عز وجل: (وَمَنْ يَتقِ اللهَ)


الصفحة التالية
Icon