قال بعض المفسرين: أراد بالخسر دخول النار، وقيل: لفي خسر
من التجارة (إلا الذين آمنوا) فإنهم اشتروا الآخرة بالدنيا، فربحوا.
وغيرهم تَجِرَ خلاف تجارتهم فخسر.
قال أبو عبيدة: "لفي هلكة ونقصان ".
والمنقطع ما كان المستثنى فيه ليس من الأول كقوله عز
وجلّ في سورة الانشقاق: (فَبَشَرْهُمْ بِعَذَاب ألِيم).
قال ابن الأنباري: هو استثناء منقطع كأنه قال.
(لكن الذين آمنوا وعملوا الصالحات) كما قال في سورة البقرة (لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَيْكُمْ حُجَّةٌ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ)
قال: معناه: لكن الذين ظلموا منهم فإنهم لا حجة لهم، وكذلك يروى عن ابن مجاهد أنه كان يقف على (أجر غير ممنون)
وقال: معناه: لكن، ولا مانع من القضاء باتصاله أي:
(إلا الذين آمنوا) من المذكورين وعملوا الصالحات.
وقوله عز وجلّ في سورة البقرة (اسْجُدُوْا لآدَمَ فَسَجَدُوا)
يسوغ فيه الأمران، وكيف ما كان فالوقف عليه سائغ إلَا أنّه لا يبتدأ بما
بعده، إذا قدرته متصلاً.
ومما عدّوه من المنقطع قوله تعالى (إِلَّا أَذًى) في آل عمران.
و (إِلَّا بِحَبْلٍ مِنَ اللَّهِ وَحَبْلٍ مِنَ النَّاسِ)
وقوله عز وجلَّ: (وكيلًا إِلَّا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ) في بني إسرائيل
و (إِنِّي لَا يَخَافُ لَدَيَّ الْمُرْسَلُونَ (١٠) إِلَّا مَنْ ظَلَمَ)
و (لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُصَيْطِرٍ (٢٢) إِلَّا مَنْ تَوَلَّى وَكَفَرَ (٢٣).
وقوله عز وجل في سورة: والتين والزيتون
(أسْفَلَ سَافِليْنَ إلا الذِينَ آمَنُوا)
فاختاروا الابتداء بـ (إلَّا) في هذه المواضع.