لأنّه يدلّ على كلام مفيد، والذي بعده متعلق به في المعنى.
وهذا معنى الوقف الكافي.
وأيّ فرق بين هذا وبين قوله عزّ وجلّ في سورة التوبة: (أجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الحَاجَ وَعِمَارَةَ المَسْجدِ الحَرَامِ)
فقد سوّغ العمانيّ الوقف، ثم على قوله سبحانه: (في سبيل الله).
وإذا جاز الابتداء هناك بقوله عزّ وجلّ: (لا يستوون عند الله)
جاز ها هنا، ولا فرق.
وقوله عزّ وجلّ (قُرَّةُ عَيْنٍ لِيْ وَلَكَ)
وقف تام في قول جماعة: منهم الدينوريّ، ومحمد بن عيسى.
وابن قتيبة، ونافع القارئ و (لاَ تَقْتُلُوْهُ) نهي.
وزعم قوم أن الوقف على "لا" أي هو قرّة عين لي دونك، وهذا
فاسد، لأنّ الفعل الذي هو "تقتلوه" مجزوم فأين الجازم إذا كانت "لا"
للنفي، لا للنهي؟
وروى ابن الأنباري عن أبيه عن ابن الجهم عن الفراء قال:
سمعت محمّد بن مروان الذي يقال له: السّدّيّ يذكر عن الكلبيّ، عن
أبي صالح، عن ابن عبّاس أنّها قالت: قرّة عين لي، ولك لا، ثم قال:
تقتلوه.
قال الفرّاء: وهو لحن.
وأقول: إنّ ابن عبّاس أجلّ قدراً، وأغزر علماً من أن يفوه بمثل هذا
الخطأ الظاهر، واللحن القبيح.
ومن أين علمت أنّه قرة عين لها دونه، ولم تكن ممن يوحىِ إليها؟
هذا لو صح اللفظ، فكيف، واللفظ فاسد على ذلك؟
وقد قال الله عزّ وجلّ: (وهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ)، ولهذا الوقف
نظائر نقف عليها.
من ذلك قوله عزّ وجلّ: (لِمَ تَعِظُونَ قَوْماً)


الصفحة التالية
Icon