في الحرامِ، فسماهُم اللَّهُ متقينَ.
وقد سبقَ حديثُ: "لا يبلغُ العبدُ أن يكونَ من المتقينَ حتَى يدعَ ما لا بأسَ به حذرًا مما به بأس ".
وحديث: "من اتَقى الشبهاتِ استبرأ لِدِينِهِ وعِرْضِهِ ".
وقال ميمونُ بنُ مِهرانُ: المُتَّقي أشدُّ محاسبةً لنفسِهِ، من الشريكِ الشحيح
لشريكه.
وقال ابنُ مسعودٍ في قولِهِ تعالى: (اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ).
قال: أن يُطاعَ، فلا يُعصَى، ويُذكرُ فلا يُنْسَى، وأن يُشكرَ، فلا يُكفر.
وخرَّجه الحاكمُ مرفوعًا، والموقوفُ أصحُّ، وشكرُه يدخلُ شيه جميعُ
فعلِ الطاعاتِ.
ومعنى "ذكره فلا يُنْسى": ذكرُ العبدِ بقلبِهِ لأوامرِ اللَّهِ في حركاتِهِ وسكناتِهِ
وكلماتِهِ فيمتثلها، ولنواهِيهِ في ذلكَ كلِّه فيجتنبهَا.
وقد يغلِبُ استعمالُ التقوى على اجتنابِ المحرَّماتِ، كما قالَ أبو هريرةَ
وسئلَ عن التَّقوى، فقالَ: هلْ أخذتَ طريقًا ذا شوْك؟
قالَ: نعم، قالَ: فكيف صنعتَ؟
قالَ: إذا رأيتُ الشوكَ عدلتُ عنه، أو جاوزتُه، أو قصرتُ
عنه، قال: ذاك التَّقوى.
وأخذ هذا المعنى ابنُ المعتز فقال:
خلِّ الذنُوب صَغيرَها... وكبيرَها فهوَ التُّقَى


الصفحة التالية
Icon