وأبي سَلَمَةَ، عن أبي هريرةَ، عنِ النبى - ﷺ -، قالَ: "تجتمع ملانكةُ الليلِ، وملانكةُ النهارِ في صلاةِ الفجرِ".
ثم يقولُ أبو هريرةَ: اقرءُوا إن شئتُم: (إِن قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا).
ففي هذه الروايةِ: ذكرُ اجتماعِهِم في صلاةِ الفجرِ، واستشهدَ أبو هريرةَ
بقولِ اللهِ عزَّ وجل: (إِن قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا).
وقد رُوي في حديثٍ من روايةِ ابي الدرداءِ - مرفوعًا -: "أنه يشهدُهُ اللهُ
وملائكتُهُ ".
وفي روايةٍ: "ملائكةُ الليلِ وملائكةُ النهارِ،.
خرَّجهُ الطبراني وابنُ منده وغيرُهُما.
فقد يكون تخصيصُ صلاةِ الفجرِ لهذا، وصلاةُ العصرِ يجتمعُ - أيضًا -
فيها ملائكةُ الليلِ والنَّهارِ، كما دل عليهِ حديثُ الأعْرج، عن أبي هريرةَ.
وقد رُويَ نحوُه من حديثِ حُميدٍ الطويلِ، عن بكرٍ المزنى، عن النبيِّ - ﷺ - مرسلاً.
وهؤلاءِ الملائكةُ، يحتملُ أنَهم المعقباتُ، وهم الحَفَظَةُ، ويحتملُ أنَّهم كتبةُ
الأعمال.
وروى أبو عُبيدةَ، عن أبيه عبدِ اللهِ بنِ مسعودٍ، في قولِهِ: (إِنً قُرْآنَ الْفَجْرِ
كَانَ مَشْهُودًا)، قال: يعني صلاةَ الصبح، يتداركُ فيه الحرسانِ
ملائكةُ الليلِ وملائكةُ النَّهارِ.