حسناتُهُ، ثم نظرَ إلى أعلاها فإذا هي قد بُدلتْ حسناتٍ.
ورُوي عن أبي عثمانَ، عن ابنِ مسعود، وعن أبي عثمانَ من قولِهِ وهو أصحُّ.
وروى ابنُ أبي حاتم بإسنادِهِ عن بعضِ أصحابِ معاذِ بنِ جبلٍ، قالَ:
يدخلُ أهلُ الجنةِ الجنةَ على أربعةِ أصنافٍ: المتقينَ، ثم الشاكرينَ، ثم
الخائفينَ، ثم أصحابُ اليمينِ.
قيلَ: لِمَ سُمُوا أصحابَ اليمينِ؟
قال: لأنَّهم عملُوا الحسناتِ والسيئاتِ، فأعطُوا كتبهم بإيمانهم، فقرءُوا سيئاتِهُم حرفًا حرفًا، قالُوا: يا ربَّنا هذه سيئاتُنا فأين حسناتُنا؟
فعندَ ذلك محا اللَّهُ السيئاتِ، وجعلَها حسناتٍ، فعند ذلك قالُوا:
(هَاؤُمُ اقْرَءُوا كتَابِيَهْ)، فهم أكثرُ أهلِ الجنةِ.
وأهلُ هذا القول قد يحملونَ أحاديثَ محوِ السيئات بالحسنات على محوِ
عقوبتها دون محوِ كتابتِها من الصحفِ، واللَّه أعلم. َ
* * *
قوله تعالى: (فَمَا اسْطَاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا (٩٧)
قال ابن الجوزي في "المقتبس ": سمعت الوزير يقول في قوله تعالى:
(فَمَا اسْطَاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا)، قال: "التاء" من
حروف الشدَّة، تقول في الشيءِ القريبِ الأمر: ما اسطعتُه، وفي الشَّديدِ: ما استطعته، فالمعنى: ما أطاقوا ظهوره لضعفهم، وما قدروا على نقبه
وشدَّتِهِ.
* * *