أمَا آنَ يا صاح أنْ تسْتَفيقَا... وأنْ تتناسَى الهَوى والفُسوقَا
وقد ضحِكَ الشيبُ فاحزنْ لهُ... وصارَ مساؤُكَ فيه شُروقَا
ألا فازجرِ النفسَ عنْ غيِّها... عساكَ تجوزُ الصراطَ الدَّقيقَا
ودونَ الصراطِ لَنَا موقف... به يتناسَى الصديقُ الصَّديقَا
فتُبصرُ ما شئتَ كَفًّا تُعضُّ... وعينًا تسحُّ وقلْبا خَفُوقَا
إذا أطبقتْ فوقَهُم لم تكنْ... تسَمع إلا البكاء والشهيقَا
شرابُهُم المُهْلُ في قعرِهَا... يقطَعُ أوصالَهُم والعُروقَا
قال إبراهيمُ بنُ أدهمَ: كُلِ الحلالَ، وادع بما شئتَ.
وقالَ لرجل: اعبدِ اللَّهَ سرًّا، حتى تخرجَ على الناسِ يومَ القيامةِ كمينًا.
ومما أنشدَ بعضُهم شِعْرًا:
أروحُ وقد ختمتُ على فؤادِي... بحبِّكَ أنْ يحلَّ به سِواكَا
فلو أنِّى استطعتُ غضضتُ طَرفِي... فلم أبصرْ به حتَّى أراكَا
أحبُّكَ لا ببعْضِي بل بكُلِّي... وإنْ لم يُبقِ حبُّك لي حِراكَا
ويقبُحُ مِن سواكَ الفعلُ عندِي... وتفعلُه فيحسُنُ منكَ ذاكَا
وفي الأحبابِ مخصوصٌ بوجدٍ... وآخرُ يدَّعي معه اشترَاكَا
إذا اشتبكتْ دموعٌ في خدود... تَبَيَّن مَن بكى مِمَّنْ تباكَى
فأمَّا منْ بكَى فيذوبُ وجْدًا... وينطقُ بالهَوى من قد تَشَاكَا
* * *