لما ينفعهم، وقد كان النبيُّ - ﷺ - إذا صلَّى الفجرَ يقولُ لأصحابِهِ: "من رأى منكم الليلة رؤيا"
وفيه أيضًا: أن من استثقل نومه في تهجده بالليل حتَّى رأى رؤيا
تَسُرُّه، فإنَّ في ذلك بُشْرى له.
وفي "مراسيلِ الحسنِ ":
"إذا نام - العبدُ وهو ساجدٌ باهى اللَّهُ الملائكةَ يقول: يا ملائكتي انظرُوا إلى عبدِي، جسَدُهُ في طاعتِي وروحُهُ عندي "
وفيه دلالةٌ على شرفِ النبيِّ - ﷺ -
وتفضيلِهِ بتعليمِهِ ما في السماواتِ والأرضِ، وتجلَّى ذلك له مما تختصمُ فيه الملائكةُ في السماء وغير ذلك كما أُري إبراهيمُ ملكوتَ السماواتِ.
وقد وردَ في غيرِ حديثٍ مرفوعًا، وموقوفًا أنَّه - ﷺ - أعْطِي عِلْمَ كلِّ شيءٍ خلا مفاتيح الغيبِ الخمسِ التي اختصَّ اللَّهُ عزَّ
وجلَّ بعلمِها، وهي المذكورةُ في قولِهِ عزَّ وجل: (إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (٣٤).
وأمَّا وصفُ النبيِّ - ﷺ - لربِّه عزَّ وجلَّ بما وصفَهُ به فكُل ما وصف النبيُّ - ﷺ - ربَّه عزَّ وجلَّ به فهو حقٌّ وصدق يجبُ الإيمانُ والتصديقُ به كما وصفَ الله عزَّ وجلَّ به نفْسَهُ، مع نَفْي التمثيل عنه، ومَنْ أشكِلَ عليه فهْمُ شيءٍ مِنْ ذلك واشتبه عليه فليقل كما مدحَ اللَهُ تعالى به الراسخينَ في العلم وأخبرَ عنهم أنهم عند المتشابه (آمَنا بِهِ كلٌّ منْ عِندِ رَبِّنَا)، وكما قال النبي - ﷺ - في القرآن:
"وما جهلتُمْ منه فَكِلُوهُ إلى عالِمِه "
خرَّجه الإمامُ أحمدُ والنسائيُّ وغيرُهُما.
ولا يتكلَّفُ ما لا عِلْمَ له به، فإنه يخشى عليه مِنْ ذلك الهلكة.