وفي "صحيح البخاريِّ " عن أنس أنَّ النبيَّ - ﷺ - قال: "يا بني سلمةَ ألا تحتسبونَ آثارَكم".
وفي "الصحيحينِ " عن أبي موسى أنَ النبيَّ - ﷺ - قال:
"إنَّ أعظمَ الناسِ أجرًا في الصلاةِ أبعدُهمُ إليها ممشى فأبعدُهم ".
ومع هذا فنفسُ الدارِ القريبة من المسجدِ أفضلُ من الدارِ البعيدةِ عنه، لكنَّ المشي من الدار البعيدةِ أفضلُ، ففي "المسندِ" عن حذيفةَ عن النبيِّ - ﷺ - أنه قال:
"فضلُ الدارِ القريبةِ من المسجدِ على الدارِ البعيدةِ الشاسعةِ، كفضلِ الغازي على القاعدِ" وإسنادُه منقطعٌ.
والمشيُّ إلى المسجدِ أفضلُ من الركوبِ كما تقدَّم في حديثِ أوسٍ في
الجمع، ولهذا جاءَ في حديثِ معاذٍ ذكرُ المشي على الأقدامِ، وكادَ النبي - ﷺ - لا يخرجُ إلى الصلاة إلا ماشيًا حتَّى العيد يخرجُ إلى المصلَّى ماشيًا، فإنَّ الآتي للمسجدِ زائرُ اللَّهِ، والزيارةُ على الأقدامِ أقربُ إلى الخضوع والتذللِ، كما قِيل:
لو جئتكم زائرًا أسْعى على بصرِي... لم أؤدَ حقا وأيَّ الحق أديتُ
وفي "صحيح البخاريِّ " عن أبي هريرةَ عن النبيِّ - ﷺ - قالَ:
"من غدا إلى المسجدِ أو راحَ، أعدَّ اللَّهُ له نزلاً في الجنةِ كلَّما غدا أو راحَ " والنزلُ هو ما يعدُّ للزائرِ عندَ قدومهِ.
وفي الطبراني من حديثِ سلمانَ مرفوعًا:
"من توضَّأ في بيتهِ فأحسنَ الوضوء ثمَ أتى المسجدَ فهو زائرُ اللَّهِ تعالي وحقّ على المزورِ أن يكرمَ الزائرَ"