وقد استدل على أنَّ الأعمال تدخلُ في الإيمانِ بهذه الآيةِ وهي قولُه:
(وَذَلِكَ دِينُ الْقَيمَةِ)، طوائفُ من الأئمةِ، منهم: الشافعيُّ وأحمدُ
والحميديُّ.
وقال الشافعيُّ: ليسَ عليهم أحجُّ من هذه الآيةِ.
واستدل الأوزاعيُّ بقولِهِ تعالى: (شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نوحًا)
إلى قوله: (أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ ولا تَتَفَرَّقُوا).
وقال: الدِّينُ: الإيمانُ والعملُ.
واستدل بقولِهِ تعالى: (فَإن تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكاةَ فَإخوَانُكُمْ فِي
الدِّينِ).
وقد ذكرَ الخلاَّل في كتاب "السُّنة" أقوال هؤلاء الأئمة بألفاظِهِمْ، بالأسانيد
إليهم.
* * *
قوله تعالى: (وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ (٣٧)
وقد مدحَ اللَّهُ من يغفرُ عندَ غضبِهِ، فقال:
(وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ) ؛ لأنَّ الغضبَ يحملُ صاحبه على أنْ يقول غيرَ الحقِّ، ويفعلَ غيرَ العدل، فمن كانَ لا يقول إلا الحقَّ في الغضبِ والرِّضا دل ذلك على شدةِ إيمانِهِ وأنَّه يملكُ نفسَهُ.
وخرَّج الطبرانيُّ من حديثِ أنسٍ مرفوعًا:
"ثلاث من أخلاقِ الإيمانِ: مَنْ إذا