وقال الفضيلُ - رحمه اللَّه تعالى -: أنا منذُ خمسينَ سنةً أطلبُ صديقًا إذا
غضبَ لا يكذبُ عليَّ ما أجدُه.
فإنَّ منْ لا يملكُ نفسَهُ عندَ الغضبِ إذا غضبَ قال فيمَنْ غضِبَ عليه ما
ليسَ فيه من العظائم، وهو يعلمُ أنَّه كاذبٌ، وربما علِمَ الناسُ بذلك ويحمِلُهُ
حقدُهُ وهوى نفسِهِ على الإصرارِ على ذلك.
وقال جعفرُ بنُ محمدٍ: الغضبُ مِفتاحُ كلِّ شر.
وقيلَ لابنِ المباركِ: اجمَعْ لنا حسنَ الخلقِ في كلمةٍ قال: تركُ الغضَبِ.
وقال مالكٌ بن دينارٍ - رحمه اللَّه تعالى -: منذ عرفتُ الناسَ لم أبال
بمدحهِم وذمهم لأنّي لم أرَ إلا مادحًا غاليًا، أو ذامًّا غاليًا.
يعني: أنه لم يرَ مَنْ يقتصدُ فيما يقول في رضاه وغضبهِ.
* * *