ورُوي أنَّ إبراهيمَ بنَ أدهم كانَ نائمًا في بستانٍ وعنده حيةٌ في فمها طاقةُ
نرجسٍ، فما زالت تذبُّ عنه حتَّى استيقظ.
وعكسُ هذا، أن من ضيعَ اللَّه، ضيَّعهُ اللَّهُ، فضاع بين خلقِهِ حتى يدخلَ
عليه الضررُ والأذى ممنَ كانَ يرجُو نفعَهُ من أهلهِ وغيرِهم، كما قالَ بعضُ
السلفِ: إني لأعصِي اللَّهَ، فأعرِفُ ذلكَ في خُلُقِ خادمِي ودابتي.
النوعُ الثانِي من الحفظِ: وهو أشرفُ النوعينِ: حفظُ اللَّهِ للعبدِ في دينهِ
وإيمانهِ، فيحفظُه في حياتِه من الشبهاتِ المُضِلَّةِ، ومن الشهواتِ المحرَّمةِ.
ويحفظُ عليه دينه عند موتِهِ، فيتوفاه على الإيمانِ.
قال بعضُ السلفِ: إذا حضرَ الرجلُ الموتَ يقالُ للملكِ: شمَّ رأسَهُ، قالَ:
أجدُ في رأسِهِ القرآنَ، قالَ: شمَّ قلبه، قال: أجد في قلبهِ الصيامَ، قال: شمَّ قدميهِ، قالَ: أجد في قدميه القيامَ، قالَ: حفظَ نفسَه، فحفظهُ اللَّهُ.
وفي "الصحيحينِ " عن البراءِ بن عازبٍ عن النبيِّ - ﷺ - أنه أمرَهُ أن يقولَ عندَ منامِهِ: "إن قبضتَ نفسِي، فارحمْهَا، وإنْ أرسلتَها، فاحفظهَا بما تحفظُ به عبادَك الصالحينَ ".
وفي حديثِ عمرَ أن النبيَّ - ﷺ - علَّمَهُ أن يقولَ:
"اللَّهمَّ احفظِني بالإسلام قائمًا، واحفظِني بالإسلامِ قاعِدًا، واحفظنِي بالإسلامِ راقِدًا، ولا تُطعْ فيَّ عدوًّا ولا حاسِدًا".
خرَّجَه ابنُ حبانَ في "صحيحه ".
وكان النبيُّ - ﷺ - يودع من أرادَ سفرًا، فيقولُ: "أستودع الله دينكَ وأمانتَكَ وخواتِيمَ عملك "،