وتذكيرًا بالمقامِ عليه.
وفي "الصحيحينِ " عن ابنِ عباسٍ، أنَّ النبيَّ - ﷺ - أَتى النساءَ في يومِ عيد، وتلا عليهنَّ هذهِ الآيةَ:
(يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا جَاءَكَ الْمُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ عَلَى أَنْ لَا يُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئًا) الآية.
وقال: "أنتُن على ذلكَ؟ " فقالتِ امرأةٌ منهن: نعم.
وفي "صحيح مسلم" عن عوفِ بنِ مالكٌ، قال: كنَّا عندَ النبيِّ - ﷺ - تسعةً أو ثمانيةً أو سبعةً، فقال:
"ألا تبايعونَ رسولَ اللَّهِ - ﷺ -؟ "
وكنَّا حديثَ عهدٍ ببيعةٍ، فقلنا: قد بايعناكَ يا رسولَ اللَّهِ، فقال:
"ألا تبايعون رسول الله - ﷺ -؟
قلنا: بايعناك يا رسول اللَّه، ثم قال:
"ألا تبايعونَ رسولَ اللَّهِ - ﷺ -؟ ".
فبسطْنا أيديَنا، وقلنا: قد بايعناكَ يا رسولَ اللَّهِ، فعلامَ نبايعُكَ؟
فقال: "أن تعبدُوا اللَّهَ لا تشركوا به شيئًا، والصلواتِ الخمسِ، وتطيعُوا"، وأسرَّ كلمةً خفيةً: "ولا تسألُوا الناس شيئًا".
وحديثُ عبادةَ المذكورُ هاهنا في البيعة قد سبقَ أنه يحتملُ أنه كان ليلةَ
العقبةِ الأولَى، فيكونُ بيعةً لهم على الإسلامِ والتزامِ أحكامِه وشرائعِه.
وقد ذكرَ طائفة من العلماءِ، منهم: القاضِي أيو يعلَى في كتابِ "أحكامِ
القرآنِ " من أصحابِنا - أن البيعةَ على الإسلامِ كانتْ من خصائصِ النبيِّ - ﷺ -.
واستدلُّوا، بأن الأمرَ بالبيعةِ في القرآنِ يخصُّ الرسولَ بالخطابِ بها وحده.
كما قال تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا جَاءَكَ الْمُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ عَلَى أَنْ لَا يُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئًا).