قال قتادةُ: (وَإِذَا الْجَحِيمُ سُعِّرَتْ).
أوقدتْ، وقال السُّديُّ: أحميتْ، وقال سعيدُ بنُ بشيرٍ عن قتادةَ: يسعرُهَا غضبُ اللَّهِ وخطايا بني آدمَ.
خرَّجه ابنُ أبي حاتمٍ.
وهذا يقتضى أنَّ تسعيرَ جهنَّم حيثُ سعرتْ إنما سعرتْ بخطايا بني آدمَ
التي تقتضي غضبَ اللَّه عليهم، فتزدادُ جهنَم حينئذٍ تلهبًا وتسعُّرًا، وهذا كما أن بناءَ دورِ الجنةِ غرس الأشجارِ يحصلُ بأعمالِ بني آدمَ الصالحةِ من الذىِ وغيرِهِ، وكذلك حُسنُ ما فيها من الزوجاتِ وغيرهنَّ يتزايدُ بتحسبنِ الأعمالِ الصالحةِ، فكذلك جهنَّم تسعرُ وتزدادُ آلاتُ العذابِ فيها بكثرةِ ذنوبِ بني آدم وخطاياهم وغضبِ الربِّ تعالى عليهم.
نعوذُ باللَّه من غضبِ اللَّه ومن النارِ وما قرَّب إليها من قولٍ وعملٍ بِمنِّهِ
وكرمِهِ.
* * *
قوله تعالى: (فَلَا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ (١٥)
انخنستُ: أي: توارَيْتُ، واختفيتُ منه، وتأخَّرتُ عنه، ومنه: الوَسْواسُ
الخنَّاسُ، وهو الشيطانُ، إذا غَفَلَ العبدُ عن ذِكْرِ اللَّهِ وَسْوَسَ له، فإذا ذَكَر اللَّه خنَسَ وتأخر.
ومنه سُميِّتِ النجومُ خُنَّسًا، قال تعالى: (فَلَا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ (١٥).