ثم جاءتهم الصيحة بالعذاب فوقع بجميعهم الإهلاك
الدعاء على التقوى جاء على صيغة العرض للتلطف من
الاستدعاء؛ كما تقول ألا تنزل تأكل.
وأما طلب الأجر من المدعو إلى الحق فمما نهينا عنه
وقيل: إيهام إلى الدعاء إنما وقع للتكسب، والتأكل.
كانت دعوة الأنبياء فيما حكى الله عنهم على صيغة واحدة؛
للإشعار بأن الحق الذين يدعون إليه واحد من اتقاء الله تعالى في
إخلاص عبادته، والتعريف لأمانة النبي على وحي الله، وامتناع أخذ الأجر على الدعاء إلى الله تعالى.
كنى عن الفاحشة بقوله: ﴿أَتَأْتُونَ الذُّكْرَانَ﴾
؛ لأنه يكفي في تفحيشها الكناية عنها، وفي قولك على هذا الوجه تغليظ لأمرها مع (التنفير).
عن الإفصاح بذكرها.
العادي: الخارج عن الحق ببعد عنه.
﴿رَبِّ نَجِّنِي وَأَهْلِي مِمَّا يَعْمَلُونَ﴾
أي من عاقبة ما يعملون فنجاه، وأهله من


الصفحة التالية
Icon