فإن قيل: فلم جاز أن يسأل الملك مع ما في ذلك من الرغبة في الدنيا وليس من أخلاق الأنبياء؟
قيل: لم يسأل رغبة في الدنيا، وإنما سأل الملك رغبة في التمكن من إظهار نعمة الله، والدعاء بها إلى دينه، ولم يضن بها على من بعده، لكن طلب معجزة لتخصه من جهة النعمة عليه لإظهار منزلته من ربه لما خصه به، وأجابه إليه.
مسألة:
إن سأل عن قوله: ﴿وَاذْكُرْ عَبْدَنَا أَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ (٤١) ارْكُضْ بِرِجْلِكَ هَذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ (٤٢) وَوَهَبْنَا لَهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنَّا وَذِكْرَى لِأُولِي الْأَلْبَابِ (٤٣) وَخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثًا فَاضْرِبْ بِهِ وَلَا تَحْنَثْ إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرًا نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ (٤٤) وَاذْكُرْ عِبَادَنَا إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ أُولِي الْأَيْدِي وَالْأَبْصَارِ (٤٥) إِنَّا أَخْلَصْنَاهُمْ بِخَالِصَةٍ ذِكْرَى الدَّارِ (٤٦) وَإِنَّهُمْ عِنْدَنَا لَمِنَ الْمُصْطَفَيْنَ الْأَخْيَارِ (٤٧) وَاذْكُرْ إِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَذَا الْكِفْلِ وَكُلٌّ مِنَ الْأَخْيَارِ (٤٨) هَذَا ذِكْرٌ وَإِنَّ لِلْمُتَّقِينَ لَحُسْنَ مَآبٍ (٤٩) جَنَّاتِ عَدْنٍ مُفَتَّحَةً لَهُمُ الْأَبْوَابُ (٥٠) مُتَّكِئِينَ فِيهَا يَدْعُونَ فِيهَا بِفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ وَشَرَابٍ (٥١) وَعِنْدَهُمْ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ أَتْرَابٌ (٥٢) هَذَا مَا تُوعَدُونَ لِيَوْمِ الْحِسَابِ (٥٣) إِنَّ هَذَا لَرِزْقُنَا مَا لَهُ مِنْ نَفَادٍ (٥٤) هَذَا وَإِنَّ لِلطَّاغِينَ لَشَرَّ مَآبٍ (٥٥) جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَهَا فَبِئْسَ الْمِهَادُ (٥٦) هَذَا فَلْيَذُوقُوهُ حَمِيمٌ وَغَسَّاقٌ (٥٧) وَآخَرُ مِنْ شَكْلِهِ أَزْوَاجٌ (٥٨) هَذَا فَوْجٌ مُقْتَحِمٌ مَعَكُمْ لَا مَرْحَبًا بِهِمْ إِنَّهُمْ صَالُو النَّارِ (٥٩) قَالُوا بَلْ أَنْتُمْ لَا مَرْحَبًا بِكُمْ أَنْتُمْ قَدَّمْتُمُوهُ لَنَا فَبِئْسَ الْقَرَارُ (٦٠) قَالُوا رَبَّنَا مَنْ قَدَّمَ لَنَا هَذَا فَزِدْهُ عَذَابًا ضِعْفًا فِي النَّارِ (٦١) ﴾ فقال:
ما النداء؟ وما النصب؟ وما الركض؟ وما المغتسل؟ وما الهبة؟ وما الضغث؟ وما معنى ﴿أُولِي الْأَيْدِي وَالْأَبْصَارِ﴾ [٤٥] ؟ وما معنى ﴿مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ﴾ [٤١] ؟ وما الأيدي؟ وما معنى ﴿بِخَالِصَةٍ ذِكْرَى الدَّارِ﴾ [٤٦] ؟ وما معنى ﴿مُفَتَّحَةً لَهُمُ الْأَبْوَابُ﴾ [٥٠] ؟ وما الاتكاء؟ وما الدعاء؟ وما القاصر؟ وما معنى ﴿أَتْرَابٌ﴾ ؟ ولم قيل لجهنم ﴿مِهَادٌ﴾ ؟ وما المهاد؟ وما الدواق؟ وما أصل الجحيم؟ وما الغساق؟
الجواب:
النداء: الدعاء بطريقة يا فلان!، وقد يكون الدعاء بطريقة: افعل كذا، كقولك في الدعاء لله: اغفر لنا.
النصب: الألم عن التعب. النصب، والوصب، والتعب: واحد.
الركض: الدفع بالرجل على جهة الإسراع، منه: ركض الفرس؛ لإسراعه إذا دفع رجله.