﴿بل الذين كفروا﴾
أعرضوا عما يوجبه الاعتبار بفرعون وثمود، وأقبلوا
على ما يوجبه الكفر والتكذيب من التأكيد، ولم يعلموا أن الله من ورائهم محيط يقدر أن يُنْزِل بهم ما أنزل بفرعون وثمود.
سمي القرآن مجيد لأنه يعطي المعاني الجليلة والدلائل النفيسة، وجميعه
حكم لا يخلو من موعظة تليّن القلوب للعمل بالحق، وحجة تؤدي إلى تمييز الحق من الباطل ومعنى يعمل عليه فيما يجتبى أو يتقى.
وقيل: ﴿هل أتاك حديث الجنود﴾ وما كان منهم إلى أنبيائهم
فاصبر كما صبر الرسل قبلك.
وقيل: ﴿بل الذين كفروا في تكذيب﴾ إيثاراً منهم لأهوائهم واتباعاً لسنن آبائهم.
وقيل: في لوح محفوظ من التغيير والتبديل والزيادة والنقصان.
وقيل: اللوح المحفوظ: أم الكتاب، وقيل: معناه كأنه بما ضمن الله تعالى من حفظه في لوح محفوظ.
ومعنى ﴿وَاللَّهُ مِنْ وَرَائِهِمْ مُحِيطٌ﴾
أي: هم مقدور عليهم كما يكون فيما أحاط بهم وهذا من بلاغة القرآن.
قرأ نافع وحده ﴿فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٌ﴾ رفعاً، وقرأ الباقون ﴿فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ﴾. خفضاً، على أنه من صفة اللوح.


الصفحة التالية
Icon