﴿مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ﴾
فيه ثلاثة أقوال:
الأول: من شر الوسوسة التي يكون من الجنة والنّاس.
الثاني: من شر ذي الوسواس وهو الشيطان، كما جاء في الأثر أنه
يوسوس فإذا ذكر العبد ربه خنس، فيكون ﴿مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاس﴾ كما قال
﴿إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ﴾
فأما ﴿وَالنَّاس﴾ عطف عليه كأنه قيل: من الشيطان الذي هذه صفته والناس.
الثالث: من شر ذي الوسواس الخناس على العموم، ثم يفسر بقوله - عز وجل - ﴿مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاس﴾
كما يقال: نعوذ بالله من شر كل مارد من الجن والناس.
الفرق بين مالك وملك حين جازا في فاتحة الكتاب دون هذه السورة.
لأن صفة ملك تدل على تدبير من يشعر بالتدبير، وليس كذلك مالك، لأنه يجوز مالك الثّوب، ولا يجوز ملك الثّوب، ويجوز ملك الرّوم، ولا يجوز مالك الروم، فجرت في فاتحة الكتاب على معنى الملك في يوم الجزاء، ومالك الجزاء، وجرت في سورة النّاس على ملك تدبير من يعقل التدبير، فكأن هذا أحسن وأولى.