الثاني: يغفر لكم ذنوبكم السالفة وهي بعض الذنوب التي تضاف إليهم
فلما كانت ذنوبهم التي يستأنفوها لا يجوز الوعد بغفرانها على الإطلاق لن يجري ذلك مجرى الإباحة لها قيدت بهذا التقييد.
وجه ذلك يغفر لكم من ذنوبكم بحسب ما يكون من الإقلاع عنها فهذا على
احتمال البعض إن لم يفعلوا إلا على البعض.
وقال المعتزلة: الأجل أجلان: أقصى وأدنى، فالأقصى لهم إن آمنوا وليس لهم إن لم يؤمنوا لأن الجنة لهم إن آمنوا وليست لهم إن لم يؤمنوا.
قال الحسن: أمرهم أن ينذرهم عذاب الدنيا قبل عذاب الآخرة.
وقيل: دخلت (من) لتخص الذنوب من سائر الأشياء لا لتبعض الذنوب
من سائر الأشياء وإخبار كثير من النحويين يغفر لكم بإظهار الراء لين لا يخل بها الإدغام من جهتنا فيها من التكرير.
واختار أبو عمرو الإدغام لأن إذهاب التكرير لا يخل لإن الثاني مثل الأول.