١٧ - حَدَّثَنَا أَبُو خُبَيْبٍ الْعَبَّاسُ بْنُ أَحْمَدَ الْبُرْتِيُّ، قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُعَاوِيَةَ الْجُمَحِيُّ قَالَ: نا الْحَارِثُ بْنُ نَبْهَانَ قَالَ: نا عَاصِمُ بْنُ بَهْدَلَةَ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «خَيْرُكُمْ مَنْ تَعَلَّمَ الْقُرْآنَ وَعَلَّمَهُ» (١).
قَالَ: وَأَخَذَ بِيَدِي فَأَقْعَدَنِي فِي مَجْلِسِي أُقْرِئُ.

(١) قال مُعِدُّ الكتاب للشاملة: قال الشيخ أبو محمد الألفي:
مُنْكَرٌ بِهَذَا الإِسْنَادِ. وَأَخْرَجَهُ سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ «التَّفْسِيرُ» (٢٠)، والدَّارَمِيُّ (٣٣٣٩)، وابْنُ مَاجَهْ (٢٠٩)، وَالدَّوْرَقِيُّ «مُسْنَدُ سَعْدٍ» (٥٠)، وَابْنُ الضُّرَيْسِ «فَضَائِلُ الْقُرْآنِ» (١٣١)، وَالْبَزَّارُ (١١٥٧)، وَأَبُو يَعَلَى (٨١٤)، وَالْعُقَيْلِيُّ «الضّعَفَاءُ» (١/٢١٧)، وتَمَّامٌ الرَّازِيُّ «الْفَوَائِدُ» (٢١٣)، وَالْهَيْثَمُ بْنُ كُلَيْبٍ «الْمُسْنَدُ» (٧١)، وَالطَّبَرَانِيُّ «الأَوْسَطُ» (٦٣٣٩)، وَابْنُ عَدِيٍّ «الْكَامِلُ» (٢/١٩١)، وَعَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَرْبِيُّ «الْفَوَائِدُ الْمُنْتَقَاةُ الْعَوَالِي» (٧)، وَالْمِزِّيُّ «تَهْذِيبُ الْكَمِالِ» (٥/٢٩٠) مِنْ طُرُقٍ عَنْ الْحَارِثِ بْنِ نَبْهَانَ عَنْ عَاصِمِ بْنِ أَبِي النُّجُودِ عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ عَنْ أَبِيهِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ بِهِ، إِلا أَنَّ أَكْثَرَ الرُّوَاةِ يَقُولُونَ «خِيَارُكُمْ».
وَرَوَاهُ عَنْ الْحَارِثِ بْنِ نَبْهَانَ: أَزْهَرُ بْنُ مَرْوَانَ، وَسَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْمُبَارَكِ، وَعَبْدُ اللهِ بْنُ مُعَاويَةَ الْجُمَحِيُّ، وَعَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ غِيَاثٍ أبُو بًحْرٍ الْمِرْبَدِيُّ، وَالعَلاءُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ الْعَطَّارِ، وَمُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، والْمُعَلَّى بْنُ أَسَدٍ، وَيُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُؤَدِّبُ.
قُلْتُ: وَالْحَدِيثُ مُنْكَرٌ بِهَذَا الإِسْنَادِ عَنْ سَعْدٍ، لَمْ يَرْوِه هَكَذَا إِلا الْحَارِثُ بْنُ نَبْهَانَ الْجَرْمِيُّ. وهو بَصْرِيٌّ يَرْوِي عَنْ عَاصِمِ بْنِ أَبِي النُّجُودِ، وَالأَعْمَشِ، وَالْكُوفِيِّينَ. قَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ: لا يْكْتَبُ حَدِيثُهُ لَيْسَ بِشَيْءٍ. وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلَ: كَانَ رَجُلاً صَالِحَاً، وَلَكِنْ لَمْ يَكُنْ يَعْرِفُ الْحَدِيثَ وَلا يَحْفَظُهُ، مُنْكَرُ الْحَدِيثِ. وَقَالَ الْبُخَارِيُّ: مُنْكَرُ الْحَدِيثِ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ: مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ. وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: لَيْسَ بِالْقَوِي. وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: غَلَبَ عَلَيْهِ الْوَهْمُ حَتَّى فَحُشَ خَطَؤُهُ، وَخَرَجَ عَنْ حَدِّ الاحْتِجَاجِ بِهِ.
وَخَالَفَهُ شَرِيكٌ، فَرَوَاهُ عَنْ عَاصِمِ عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ ابْنِ مَسْعُودٍ، وَكِلاهُمَا وَهْمٌ.
فَقَدْ أَخْرَجَهُ ابْنُ الضُّرَيْسِ «فَضَائِلُ الْقُرْآنِ» (١٣٤)، وَالطَّحَاوِيُّ «مُشْكَلُ الآثَارِ» (٤٤٧٦)، وَالطَّبَرَانِيُّ «الكبير» (١٠/١٦١/١٠٣٢٥) و «الأَوْسَطُ» (٣٠٦٢) مِنْ طُرُقِ عَنْ شَرِيكٍ عَنْ عَاصِمِ بْنِ بَهْدَلَةَ عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ عَنْ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «خَيْرُكُمْ مَنْ قَرَأَ الْقُرْآنَ وَأَقْرَأَهُ».
قَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ «عِلَلُ الْحَدِيثِ» (٢/٦٥/١٦٨٤) :«سَأَلْتُ أَبِي عَنْ حَدِيثٍ رَوَاهُ الْحَارِثُ بْنُ نَبْهَانَ عَنْ عَاصِمِ بْنِ أَبِي النُّجُودِ عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: خِيَارُكُمْ مَنْ تَعَلَّمَ الْقُرْآنَ وَعَلَّمَهُ. فَقَالَ أَبِي: هَذَا خَطَأٌ، إِنَّمَا هُوَ عَاصِمٌ عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُرْسَلٌ».


الصفحة التالية
Icon