٢٤ - حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ أَيُّوبَ السَّقَطِيُّ قَالَ: نا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ الْقَوَارِيرِيُّ قَالَ: نا أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ، قَالَ: نا بَشِيرُ بْنُ مُهَاجِرٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «يَجِيءُ الْقُرْآنُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِلَى الرَّجُلِ كَالرَّجُلِ الشَّاحِبِ فَيَقُولُ لَهُ: مَنْ أَنْتَ؟ فَيَقُولُ: أَنَا الَّذِي أَظْمَأْتُ نَهَارَكَ وَأَسْهَرْتُ لَيْلَكَ» (١).

(١) قال مُعِدُّ الكتاب للشاملة: قال الشيخ أبو محمد الألفي:
وَأَخْرَجَهُ كَذَلِكَ ابْنُ عَدِيٍّ «الْكَامِلُ» (٢١) مِنْ طَرِيقِ عَمْرِو بْنِ عَلِيٍّ الْفَلاسِ ثَنَا أبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ حَدَّثَنِي بَشِيرُ بْنُ الْمُهَاجِرِ بِإِسْنَادِهِ وَمَتْنِهِ سَوَاء.
وَتَابَعَهُ عَنْ بَشِيرِ بْنِ الْمُهَاجِرِ: وَكِيعٌ، وَأَبُو نُعَيْمٍ، وَخَلادُ بْنُ يَحْيَى بْنِ صَفْوَانَ. فأمَّا وَكِيعٌ فَاخْتَصَرَهُ، وَأَمَّا الآخَرَانِ فَسَاقَاهُ بِأَطْوَلَ مِمَّا هَاهُنَا، وَفِيهِ زِيَادَاتٌ مُسْتَحْسَنَةٌ.
فَقَدْ أَخْرَجَهُ أَحْمَدُ (٥/٣٥٢)، وابْنُ مَاجَهْ (٣٧٨١) عَنْ عَلِيَّ بْنِ مُحَمَّدٍ الطنافسِيِّ، كِلاهُمَا عَنْ وَكِيعٍ عَنْ بَشِيرِ بْنِ مُهَاجِرٍ عَنْ ابْنِ بُرَيْدَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: «يَجِيءُ الْقُرْآنُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَالرَّجُلِ الشَّاحِبِ، فَيَقُولُ: أَنَا الَّذِي أَسْهَرْتُ لَيْلَكَ، وَأَظْمَأْتُ نَهَارَكَ».
وَقَالَ الإِمَامُ أَحْمَدُ (٥/٣٤٨) : حَدَّثَنَا أبُو نُعَيْمٍ حَدَّثَنَا بَشِيرُ بْنُ الْمُهَاجِرِ حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ بُرَيْدَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كُنْتُ جَالِسَاً عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم، فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: «تَعَلَّمُوا سُورَةَ الْبَقَرَةِ، فَإِنَّ أَخْذَهَا بَرَكَةٌ، وَتَرْكَهَا حَسْرَةٌ، وَلا يَسْتَطِيعُهَا الْبَطَلَةُ»، قَالَ: ثُمَّ مَكَثَ سَاعَةً، ثُمَّ قَالَ: «تَعَلَّمُوا سُورَةَ الْبَقَرَةِ وَآلِ عِمْرَانَ، فَإِنَّهُمَا الزَّهْرَاوَانِ، يُظِلانِ صَاحِبَهُمَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَأَنَّهُمَا غَمَامَتَانِ، أَوْ غَيَايَتَانِ أَوْ فِرْقَانٍ مِنْ طَيْرٍ صَوَافَّ، وَإِنَّ الْقُرْآنَ يَلْقَى صَاحِبَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حِينَ يَنْشَقُّ عَنْهُ قَبْرُهُ كَالرَّجُلِ الشَّاحِبِ، فَيَقُولُ لَهُ: هَلْ تَعْرِفُنِي؟، فَيَقُولُ: مَا أَعْرِفُكَ!، فَيَقُولُ لَهُ: هَلْ تَعْرِفُنِي؟، فَيَقُولُ: مَا أَعْرِفُكَ!، فَيَقُولُ: أَنَا صَاحِبُكَ الْقُرْآنُ الَّذِي أَظْمَأْتُكَ فِي الْهَوَاجِرِ، وَأَسْهَرْتُ لَيْلَكَ، وَإِنَّ كُلَّ تَاجِرٍ مِنْ وَرَاءِ تِجَارَتِهِ، وَإِنَّكَ الْيَوْمَ مِنْ وَرَاءِ كُلِّ تِجَارَةٍ، فَيُعْطَى الْمُلْكَ بِيَمِينِهِ، وَالْخُلْدَ بِشِمَالِهِ، وَيُوضَعُ عَلَى رَأْسِهِ تَاجُ الْوَقَارِ، وَيُكْسَى وَالِدَاهُ حُلَّتَيْنِ لا يُقَوَّمُ لَهُمَا أَهْلُ الدُّنْيَا، فَيَقُولانِ: بِمَ كُسِينَا هَذِهِ؟، فَيُقَالُ: بِأَخْذِ وَلَدِكُمَا الْقُرْآنَ، ثُمَّ يُقَالُ لَهُ: اقْرَأْ وَاصْعَدْ فِي دَرَجَةِ الْجَنَّةِ وَغُرَفِهَا، فَهُوَ فِي صُعُودٍ مَا دَامَ يَقْرَأُ، هَذَّاً كَانَ أَوْ تَرْتِيلاً».
وَأَخْرَجَهُ ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ (٦/١٢٩/٣٠٠٤٥)، وَأَبُو عُبَيْدٍ «فَضَائِلُ الْقُرْآنِ» (٤٧)، والدَّارَمِيُّ (٣٣٩١)، وَابْن الضُّرَيْسِ «فَضَائِلُ الْقُرْآنِ» (٩٧)، وَالْبَغَوِيُّ «مَعَالِمُ التَّنْزِيلِ» (١/٣٣) جَمِيعَاً عَنْ أَبِي نُعَيمٍ، وَالْعُقَيْلِيُّ «الضُّعَفَاءُ» (١/١٤٣)، وَالْحَاكِمُ (١/٧٤٢)، وَالْبَيْهَقِيُّ «شُعُبُ الإِيْمَانِ» ثَلاثَتُهُمْ عَنْ خَلادِ بْنِ يَحْيَى، كِلاهُمَا عَنْ بَشِيرِ بْنِ مُهَاجِرٍ بِهِ.
قُلْتُ: وَهَذَا إِسْنَادٌ حَسَنٌ عَلَى ضَعْفٍ يَسِيرٍ فِي بَشِيرِ بْنِ الْمُهَاجِرِ الْغَنْوِيِّ الْكُوفِيُّ.
فَقَدَ قَالَ أَحْمَدُ ابْنُ حَنْبَلَ: مُنْكَرُ الْحَدِيثِ، اعْتَبَرْتُ أَحَادِيثَهُ فَإِذَا هُوَ يَجِئُ بِالْعَجَبِ. وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: هُوَ مِمَّنْ يُكْتَبُ حَدِيثُهُ، وَإِنْ كَانَ فِيهِ بَعْضُ الضَّعْفِ. وَقَالَ أبُو حَاتِمٍ: يُكْتَبُ حَدِيثُهُ وَلا يُحْتَجُّ بِهِ. وَقَالَ الْبُخَارِيُّ: يُخَالِفُ فِي بَعْضِ حَدِيثِهِ. وَلَكِنْ قَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ: ثِقَةٌ.
وَقَالَ الْعِجْلِيُّ: كوفِيٌ ثقةٌ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ. وَذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي «الثِّقَاتِ» وَقَالَ: وَكَانَ يُخْطِىءُ كَثِيرَاً. وَقَالَ الذَّهَبِيُّ: ثِقَةٌ فِيهِ شَيْءٌ. وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ: صَدُوقٌ لَيِّنُ الْحَدِيثِ، رُمِيَ بِالإِرْجَاءِِ.
وَقَالَ الْحَافِظُ الْبُوصِيرِِيُّ «مِصْبَاحُ الزُّجَاجَةِ» (٤/١٢٦) : إِسْنَادٌ رِجَالُهُ ثِقَاتٌ. اهـ
قُلْتُ: وَلأَوَّلِهِ شَاهِدٌ صَحِيحٌ مِنْ حَدِيثِ أَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ.
قَالَ الإِمَامُ مُسْلِمٌ (٨٠٤) : حَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْحُلْوَانِيُّ ثَنَا أَبُو تَوْبَةَ الرَّبِيعُ بْنُ نَافِعٍ ثَنَا مُعَاوِيَةُ يَعْنِي ابْنَ سَلامٍ عَنْ زَيْدٍ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا سَلامٍ يَقُولُ حَدَّثَنِي أَبُو أُمَامَةَ الْبَاهِلِيُّ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «اقْرَءُوا الْقُرْآنَ، فَإِنَّهُ يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ شَفِيعَاً لأَصْحَابِهِ، اقْرَءُوا الزَّهْرَاوَيْنِ الْبَقَرَةَ وَسُورَةَ آلِ عِمْرَانَ، فَإِنَّهُمَا تَأْتِيَانِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَأَنَّهُمَا غَمَامَتَانِ، أَوْ كَأَنَّهُمَا غَيَايَتَانِ، أَوْ كَأَنَّهُمَا فِرْقَانِ مِنْ طَيْرٍ صَوَافَّ، تُحَاجَّانِ عَنْ أَصْحَابِهِمَا، اقْرَءُوا سُورَةَ الْبَقَرَةِ، فَإِنَّ أَخْذَهَا بَرَكَةٌ، وَتَرْكَهَا حَسْرَةٌ، وَلا تَسْتَطِيعُهَا الْبَطَلَةُ».


الصفحة التالية
Icon