والكسرة وهذه اللغة لا تجري في القرآن نعم تجري فيه عند كبسان إن حذفت الياي للجازم كقوله تعالى نؤته ومن فألقه فان سكن ما قبل الهاء فأن كان ياء كسرت الهاء وإلا ضمت واختلف القراء في إثبات الياء بعد الهاء المكسورة والواو بعد المضمومة وصلا فمن أثبتهما فعلى الأصل ومن حذفها كره أن يجمع بين ساكنين في نحو اضر بيهي واضر بيهو لأن الهاء ليست بحاجز حصين والوقف عليها بالسكون أو بالروم أو بالاشمام بشرطهما المعروف في محله.
الباب السابع في الوقف على آخر الكلمة المتحركة منونة وغير منونة
الوقف عليها يكون بالسكون وهو الأصل سواء تحركت بضمة أو بكسرة ام بفتحة وبالأشمام إن تحركت بضمة وهو ضم الشفتين بعد السكون وبالروم إن تحركت بضمة أو كسرة وهو اختلاس الضمة أو الكسرة وانتزاعها إلى محل الواو أو الياء ويفارق الاشمام بأنه يدركه البصير والأعمى والاشمام لا يدركه إلا البصير واختص به الضم لا مكان الاشارة إلى محله بخلافها إلى محل الكسر والفتح والروم في المفتوح ليس بحسن لأنه غير مضبوط لخفاء الألف والمنصوب المنون يبدل تنوينه ألفا في الوقف ايذانا بوجود في الوصل واختاروا الألف لشبهها بالتنوين لأنها تهوى في خرق الفم وهو يهوي في الخياشم وكان القياس أن يقفوا على المرفوع والمجرور المنونين بالواو والياء إلا إن الوقف عليه بالواو يخرج من الأصل إذ ليس في كلامهم اسم آخره واو مضموم ما قبلها ولو وقف على المجرور بالياء بالمضاف إلى ياء المتكلم وقد حققت ذلك كله في شرح الشافية (واعلم) إن القراء اختلفوا في الظنونا والرسولا والسبيلا فمنهم من يثبت الألف فيها وقفا ويحذفها وصلا ومنهم من يثبتها فيهما ومنهم من يحذفها فيهما وذلك مذكور في محله ومن نون قواريرا وسلاسلا في هل أتى وثمودا في هود والفرقان والعنكبوت والنجم وصلا أثبت ألفها وقفا ومن ينون حذفها ومنهم من يثبت الألف وقفا وإن لم ينون وصلا وانفقوا على تنوين مصرا في اهبطوا مصرا ويوقف عليها بالألف ومنع الحسن صرفها فتحذف الألف ومن نون تترى في سورة المؤمنين وقف عليها بالألف ولا تمال ومن منع صرفها جعلها بوزن فعلى وقرأها وصلا ووقفا بالألف وجاز إمالتها وأجمعوا على الوقف بالألف في لكنا هو الله ربي واختلفوا في الوصل فمنهم من أثبتها ومنهم من حذفها وكل ما في القرآن من أيها يوقف عليه بالألف إلا في ثلاثة مواضع وهي أية المؤمنون في النور وأية الساحر في الزخرف وأية الثقلان في الرحمن فيجوز الوقف عليه بالهاء تبعا للخط.
الباب الثامن في كلا
وهي حرف على الأصح والوقوف عليها مختلفة الأحوال فمنها ما يصلح للوقف عليه والابتداء به ومنها ما لا يصح لأحدهما دون الآخر وسنذكر كلا منها في السورة التي هي فيها والوارد منها في القرآن ثلاثة وثلاثون موضعا كلها في النصف الأخير وتكون لمعان لأنها قد تكون حرف ردع وزجر نحو رب ارجعون لعلي أعمل صالحا فيما تركت كلا انها كلمة هو قائلها ونحو أطلع الغيب أم اتخذ عند الرحمن عهدا كلا سنكتب ما يقول وقد تكون حرف جواب بمعنى أي ونعم نحو وما هي إلا ذكرى للبشر كلا والقمر معناه أي والقمر وقد تكون بمعنى حقا ونقله ابن الانباري عن المفسرين نحو كلا إن الإنسان ليطغى وكلا لو تعلمون علم اليقين ورد الأول بأن