وقد أوردتها في أبواب.
الباب الأول في ألف الوصل
وهي تدخل على الأمر المجرد دون ماضيه ومضارعه ومصدره وعلى الجميع غير المضارع إذا كان فعلها مزيدا فيه وعلى الاسم للتعريف أو لغيره وزيدت في ذلك للحاجة إليها لأن فعل الأمر المجرد مثلا ساكن ولا يمكن الابتداء به فأجتلت الألف ليتوصل بها إلى النطق بالساكن وكان حقها السكون لأن الحروف حقها البناء عليه إلا انهم اضطروا إلى حركتها للابتداء بها فكسرت إن انفتح او انكسر عين الفعل كاعملوا واهدنا وتضم إن انضم كاذكروا واعتبرت حركة عينه لأنها لا تتغير بخلاف فائه ولامه وانما انكسرت في نحو امشوا واقضوا مع إن عينه مضمومة نظرا لأصله لأن اصله امشيوا واقضيوا بكسر عينه استثقلت الضمة على الياء فنقلت إلى العين فسكنت الياء والواو ساكنة فحذفت الياء لالتقاء الساكنين فأن دخلت عليها همزة الاستفهام وهي لا تدخل على فعل الأمر سقطت لعدم الحاجة إليها حينئذ وتبقى همزة الاستفهام مفتوحة كقوله تعالى أفترى على الله كذبا أم به جنة أتخذتم عند الله عهدا أطلع الغيب وان بنى الفعل للمفعول ضمت الألف نحو ابتلى المؤمنون اضطرا وتمن انطلق به وأما الداخلة على الاسم فهي مفتوحة الابتداء إن صحبتها لام التعريف نحو المفلحون في الدار الآخرة فأن دخلت عليها همزة الاستفهام أبدلت مدة ولم تسقط لئلا يلتبس الخبر بالاستفهام لانفتاح كل منهما وان لم تصحبها لام التعريف كسرت على الأصل في التقاء الساكنين وذلك في تسعة أسماء اسم وأمرؤ وامرأة واثنان واثنتان وابن وابنم ولست.
الباب الثاني في الياآت
وهي ضربان يا آت تثبت خطا ويا آت تحذف استغناء بالكسرة قبلها فالثابتة لا تحذف لفظا ولا وصلا ولا وقفا وهي تقع حشو الآية لا آخرها ونحو أني أعلم وأنصاري إلى الله وطهر بيتي للطائفين وهي كثيرة إلا إن فيها ماله نظائر محذوفة خطا فلا بد من معرفتها لئلا تلتبس الثابتة بالمحذوفة فيذهب القارئ إلى جواز حذف الثابت منها وحاذفة لا حن فالثابتة في البقرة واخشوني وفي آل عمران فاتبعوني يحببكم الله وفي الأنعام قل أنني هداني ربي وفي الأعراف المهتدي وفي هود فكيدوني وفي يوسف ومن اتبعني وما نبغي وفي الحجر أبشرتموني وفي الكهف فان اتبعتني وفي مريم اعبدوني وفي المنافقين لولا أخرتني ومن ذلك فلا تسألني في الكهف عند الجمهور وروي عن ابن عامر حذف الياء فيه وأما قوله بهادي العمي وهما موضعان في النمل والروم فقال ابن الانباري الياء محذوفة منه في الروم دون النمل فمن وقف على التي في النمل أثبت ومن وقف على التي في الروم جوز الحذف كما في الخط والجمهور يحذفون كل الياآت المحذوفة عند الوقف عليها اتباعا للمصحف وكان يعقوب يثبت الياآت كلها في الوقف وان كانت محذوفة في الخط وهي محذوفة في الخط إلا المنّون والمنادى كهادو وال ويا قوم ويا عباد وسيأتي بيانه وأما نظائر هذه الياآت وهي محذوفة خطأ ففي آل عمران ومن اتبعن وفي المائدة واخشون وفي الأنعام وقد هدان وفي الأعراف ثم كيدون وفي أخرتن وفيها الكهف المهتد وفي الكهف إن ترن إن يؤتين ما كنا نبغ إن يهدين وفي المؤمن والزخرف اتبعون فالجمهور على حذفها لفظا كما حذفت خطا ويعقوب يثبتها وصلا ووقفا والياآت الواقعة آخر الآيات كقوله فأرهبون فاتقون ولا تكفرون وأطيعون