التبوئة فلما جعلت هذه الأشياء كلها في درج كلام واحد، وهو جملة ابتداء وخبر. واحتمل قوله: (نعم أجر العاملين) أن يرد بالواو وأن يجيء منْ دونها، اختير مجيئها بغير واو ليشبه ما تقدم من عقد بخبر، لا على سبيل عطف ونسق فجاء بغير واو، ويحتمل أن يكون في موضع خبر مبتدأ، فكأنه قال: ذلك نعم أجر العاملين، ويكون قوله "ذلك " إشارة إلى ما ذكر الله تعالى من إسكانهم الجنة، فجرى بلا واو مجرى ما هو من تمام الكلام الأول، كقوله تعالى: (وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فِي رَوْضَاتِ الْجَنَّاتِ لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ (٢٢) ذَلِكَ الَّذِي يُبَشِّرُ اللَّهُ عِبَادَهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ)
فقوله (ذلك)، وإن انقطع عن الأول في اللفظ فإنه متصل به من طريق المعنى، وكأنه قال: (لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ) مشار إليه بأنه الفضل الكبير، وقوله: (نعم أجر العاملين) أى ذلك نعم أجر العاملين مشار إليه بالتفضيل


الصفحة التالية
Icon