فاقتضى هذا المكان اللفظ الذي جاء فيه بالمعنى الذى هو غير الأول من جمعالبسط والقبض لواحد في الحالين، وكذلك قوله (قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ (٣٩).
وأما قوله في سورة القصص: (وَأَصْبَحَ الَّذِينَ تَمَنَّوْا مَكَانَهُ بِالْأَمْسِ يَقُولُونَ وَيْكَأَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ... ) فالمعنى: انتبهوا لأن الله يوسع الرزق لمن يشاء، لا لكرامته كما وسّع على قارون، ويضيقه على من يشاء، لا لهوانه كما ضيّق على كثير ممّن آمن به، ثم قال تعالى حكاية عنهم: (لَوْلَا أَنْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا لَخَسَفَ بِنَا) :
أي: لولا أن الله منّ علينا بأن صرف عنا الغنى الذى يقع الكفر معه لكفرنا نحن مثل كفره،


الصفحة التالية
Icon