وفيه دليل على أنهم موسع عليهم في الرزق لقوله: (وَفَرِحُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا) ولما قال: (وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ (٢٥)
علم أن حظّهم في الدنيا ليس لكرامتهم وأنّ مَن ضيّق عليه فيها ليس ذلك لهوانه، فاقتضى المكان هذا لأجل المعنى ووقع اختصار في اللفظ في الفعل الثانى لأن ما تعدّى إليه مثل ما تعدى إليه الفعل الأول من المذكور بعده.
وكذلك قوله في سورة حم عسق: (لَهُ مَقَالِيدُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ..)
أجمل القول في التوسعة والتضييق لمّا أخبر أنه خلق لنا من أنفسنا أزواجا أى من أجناسنا أشكالا ذكورا وإناثا، ومن الأنعام مثلها، وأنه ينشئنا في هذا الخلق فلا يزال الآخِر مخلوقا فِى الأول في ظهور الآباء وبطون


الصفحة التالية
Icon