للسائل أن يسأل عن تقديم (السموات) على "الأرض " في الموضعين من سورة سبأ، وعن تقديم "الأرض على السماء في سورة يونس، وكان موضع ذكر هذه " الآية هناك إلا أنها تأخّرت إلى هذا المكان؟.
والجواب عنه أن يقال: إنما قدّم ذكر "السموات " على "الأرض " في سورة سبأ لأن هذه الآية مبنية على مفتتح السورة، وهو: (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ... )، فقّدم ذكر "السموات " لأن ملكها أعظم شأنا وأكبر سلطانا، وكذلك الآية التى بعدها من سورتها".
وأما التى في سورة يونس فإنها جاءت عقيب قوله: (وَمَا تَكُونُ فِي شَأْنٍ وَمَا تَتْلُو مِنْهُ مِنْ قُرْآنٍ وَلَا تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلَّا كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُودًا إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ)
، فكان القصد إلى ذكر علمه بما يتصرف فيه العباد من خير أو شر، وذلك في الأرض، فأتمه بقوله: (... وَمَا يَعْزُبُ عَنْ رَبِّكَ مِنْ مِثْقَالِ ذَرَّةٍ فِي الْأَرْضِ)