الآية الثانية منها
قوله عز وجل: (قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ (١١) وَأُمِرْتُ لِأَنْ أَكُونَ أَوَّلَ الْمُسْلِمِينَ (١٢).
للسائل أن يسأل فيقول: لأىّ معنى عدّي "أُمِرْتُ" الأول بـ "أن"، وعدّى "أُمِرْتُ" الثاني باللام فقال: (وَأُمِرْتُ لِأَنْ أَكُونَ) وما فائدة اللام؟ ولو قال: أمرت أن أكون أول المسلمين لَكان الكلام مستغنيا عن اللام؟.
والجواب أن يقال: إن القصد فى الأمر الثاني غير القصد فى الأمر الأول، وذلك أن الأول يتعدّى إلى العبادة، والثاني معناه: وأمرت أن أعبد الله لأن أكون أول المسلمين، أي: إنما أمرت بإخلاص العبادة لله تعالى، وبعثت رسولا لأن أكون أول مَن يبدأ بطاعة الله تعالى وعبادته على الإخلاص المطلوب، فاللام ليست مقحَمَة على ما ذهب إليه كثير عن النحويين، وإنما معناه ما ذكرنا من أنّ الأمر