وهذا يحتاج إلى بيان، وهو أنّ قوله: (فُتحت أبوابها) جواب لقوله: (حتى
إذا جاءوها) لأن في "إذا" معنى الشرط، وفى جوابها معنى الجزاء، ولابد لها منه، وأنت تقول: إذا جئتُ زيدا فتح لي الباب، أردتَ أن الباب كان مغلقاً، ففتح لمجيئك، وتقول: إذا جئت زيدا وفتح لي الباب.
فإنّ ما بعد (الواو) لايقوم مقام الجزاء، والمخاطب متوقع عند سماع ذلك ما
يتم به الكلام فإن أراد المتكلم إضمار الجزاء، واكتفى بدلالة الشرط عليه
وذلك إذا كان لفظاهما واحداً جاز حذفه وعطف ما بعده عليه، فيكون المعنى حتى إذا جاءوها جاءوها وفتحت أبوابها فتحذف "جاءوها" الثانية لدلالة الأولى عديها. وعلى هذا قول، امرىء القيس:


الصفحة التالية
Icon