وبقي سؤال يحتاج إلى جواب وهو أن يقال: ما الذي أوجب في العربية أن يُضمّ اليومان اللذان أرسيت فيهما الجبال وأخرجت فيهما من الأرض المياه إلى اليومين اللذين وقع فيهما خلق الأرض؟ وهلا ذُكر يوماَ ذلك مفردين على اليومين المتقدمين ليزول الإشكال ولا يقع الاعتراض.
والجواب عن ذلك: سوى ما يقوله النظار من ردّ المتشابه إلى المحكم وبنائه عليه بموجب النظر ليتبين مزية أهل العلم وما خصوا به من الفضل ووُعدوه من جزيل الأجر هو أن يقال: إن في الكلام ما أوجب ضم اليومين إلى اليومين الأولين فذكر أربعة أيام في هذا المكان، وهو من دقيق الكلام فى الإعراب، وذلك أنه تعالى قال: (قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ) فتمت