مطلوبهم وموعودهم فيها، فقد صار المكان مكان اختصار وحذف لما لا بد للكلام منه، فكيف يزاد فيه ما يستغني عنه؟
وكذلك: (حتى إذا جاءنا قال يا ليت بيني وبينك) أي: قال الآدمي لقرينه من الجن اللذَيْن اشتركا في الدنيا في معصية الله تعالى، ثم اشتركا في العذاب في الآخرة: يا ليتني لم أتبعك، وكان بعْدُ ما بين المشرقين بيني وبينك. وهذا أيضا مما يتوقع كونه منهما، ثم يتبرّي بعض من بعض، فليس في الجزاء ما يوجب قوة الشرط من المعنى الذي لا يتوقع ولا يستفاد إلا به ومنه، ولا يكون في الشرط تنبيه عليه وإشارة اليد، فيتركُ التوكيد حيث لا يدعو داع إلى الإتيان به أحسن، وإذا دعا الداعي إليه فالإتيان به أحرى وأقمن