إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنْفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ مَاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (١٦٤)، فخص هذا المكان أيضا بقوله: (يعقلون) لأن المعنى أنهم يفطون بمعلوم لمعلوم آخر، فيعقلون من إحيا الله تعالى الأرض بالمطر حتى تكتسِى بالنبات والشجر أنه يحى العظام وهي رميم وهذا موضع يقال فيه: عقل من كذا كذا، أي استدركه بالعلم بعد أن لم يكن مستدركا له، فكأنه في معنى يفطون ويدرون ويشعرون، كما أن أصل الوصف بالعقل موضوع لحالة ثانية ومعرفة طارئة، فلذلك خصت الآية الثالثة بهذه اللفظة.