فخص الذين يقولون: الملائكة بنات الله بالذكر توكيدا لإلزامه الحجة
عليهم، وأنهم يتّبعون الظن ب مقالتهم، والظن لا يقوم مقام العلم، ولا يغني غناه.
والمراد بالحق ها هنا هو العلم، فوصف أن الذي تعتمدونه لا يجوز أن يعتمَد، لأنه ظن وبإزائه علم يبطله وهديً من الله تعالى يدفعه ويصرف عنه إلى الحق الذي لا مهرب منه، ومن لم يقبله بعد وضوح الحجة له فأعرض عنه، وهو قوله: (فَأَعْرِضْ عَنْ مَنْ تَوَلَّى عَنْ ذِكْرِنَا..).
ففى الآية الأولى ذكر صارفهم عن الحق، وداعيهمْ إلى الباطل فبين ما هو؟ وفي
الثانية: طعن على هذا الصارف والداعي إلى الباطل. وإثبات الشىء أوّل في العقل، ووصفه بأنه صحيح أو سقيم ثان في الرتبة، فلذلك اختصت الأولى بما اختصت، والثانية. بما تبعها. والله أعلم.